نادت فعاليات مدنية مهتمة بواقع الساكنة الجبلية بفتح تحقيق حكومي بخصوص شريط فيديو يظهر نقل امرأة على نعش أموات لإيصالها إلى سيارة إسعاف بجماعة أيت تمليل، إقليم أزيلال، وهي الواقعة التي أعادت نقاش “عزلة العالم الجبلي المغربي” إلى الواجهة.
وراج عبر مواقع التواصل الاجتماعي توضيحٌ منسوب إلى جماعة أيت تمليل، تقول فيه إن “المرأة تعاني من ألم على مستوى رجليها، مما استدعى نقلها على نعش من طرف الساكنة لمسافة كيلومترين، ولم تكن حبلى”.
وأضاف البلاغ المتداول، الذي لم يتم نشره على الصفحة الرسمية للجماعة، أنه قبل حملها على النعش “كانت سيارة الإسعاف تنتظر نقلها في أقرب نقطة ممكنة من الطريق، لأنها لا يمكن بأي شكل من الأشكال الوصول إلى الدوار المذكور بسبب الأشغال التي تعرفها الطريق المؤدية إليه والتي أعاقت عملية نقلها”.
ورفض فاعلون مدنيون هذه التبريرات غير المؤكدة، معتبرين أن نقل المرأة على نعش أموات يعد لوحده “فضيحة تستدعي فتح تحقيق وترتيب المسؤوليات، بدءًا من الوزارات المسؤولة وصولًا إلى الجماعة”.
واستنكر الحسين المسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، نقل هذه المرأة على نعش الأموات، مؤكدا أن “الأمر فضيحة كبيرة تظهر استمرار سير المغرب بسرعتين”.
وقال المسحت، في تصريح لهسبريس، إن “المغاربة فخورون بأن بلادهم تستعد للمونديال، وبناء ميناء الداخلة، وطرق سريعة…، لكنهم يريدون في المناطق الجبلية بعضًا من المساواة”.
ودعا الحكومة إلى “فتح تحقيق عاجل حول هذه الواقعة، وترتيب المسؤوليات، خاصة صندوق التنمية القروية والمناطق الجبلية الذي رصدت له أرقام كبيرة، وميزانية الجماعة، ومختلف برامجها، وصفقات وزارة التجهيز بالمجال القروي، ومختلف المتدخلين الآخرين”.
وأضاف أن هذه المرأة ليست سوى حالة واحدة من حالات عديدة أو أسوأ منها تحدث في العالم الجبلي المعزول دون أن ترصدها عدسات الهاتف، مشددًا على أن فتح تحقيق هو أبسط خطوة منتظرة من المسؤولين حيال هذه الواقعة.
كما أشار المسحت إلى أن “هذه الخطوة، رغم أهميتها، قد لا تكون ذات تأثير كبير، لأنه في المغرب تفتح التحقيقات لكن دون الإعلان عن نتائجها”.
من جهته، دعا حسن الشهلاوي، رئيس المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان بجهة بني ملال-خنيفرة، إلى “فتح تحقيق حول هذه الواقعة، وربط المسؤولية بالمحاسبة”.
وانتقد الشهلاوي، في تصريح لهسبريس، “استمرار العزلة على العالم الجبلي بالمغرب، خاصة عبر النقل والخدمات الصحية”، مشددا على أن “الحكومة يجب أن تكون لديها نية حقيقية لإنهاء هذا الوضع المؤلم”.
وأوضح المتحدث أنه إذا “كان من الصعب على الحكومة فتح الطرقات وتحسين الخدمات الصحية بالمناطق الجبلية، فعليها توفير طائرات هليكوبتر طبية توزع على مختلف الجهات التي ما تزال معزولة عن مغرب اليوم”.
وشدد الشهلاوي، في التصريح نفسه، على أنه “لا يجب أن تبقى السلطات في وضع الانتظار حتى وقوع المشاكل، ثم تبحث عن الحلول. يجب تبني نهج استباقي لتجنب مثل هذه المواقف المحرجة والمؤلمة”.