استأنفت عدة مخابز مدعومة من برنامج الأغذية العالمي عملها في جنوب قطاع غزة، بعد دخول كميات محدودة من الدقيق، في خطوة خففت جزئيًا من حدة المجاعة التي تجتاح القطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين.

وقال أحد أصحاب المخابز في المنطقة الجنوبية: "أمس (الأربعاء) دخل الدقيق إلى غزة، وباشرنا العمل فوراً في ظل المجاعة التي نعيشها"، مشيراً إلى أن مخبزه ظل متوقفاً لأكثر من شهرين بسبب انقطاع الدقيق بشكل كامل.

استمرار انقطاع الإمدادات عن شمال القطاع

رغم هذا التطور، أكد المصدر ذاته أن المخابز التي استأنفت عملها تقتصر على الجنوب فقط، في حين لا تزال مخابز شمال غزة متوقفة نظراً لعدم وصول أي كميات من الدقيق إليها حتى الآن، دون تحديد عدد المخابز التي عادت للعمل فعلياً.

ولم يتم الإفصاح عن آلية توزيع الخبز، سوى أن التوزيع سيتم عبر برنامج الأغذية العالمي، الذي كان قد دعم في السابق 25 مخبزاً تقدم الخبز بأسعار رمزية (2 شيكل للربطة التي تزن 2 كيلوغرام، وتحتوي على 23- 24 رغيفاً متوسط الحجم).

برنامج الأغذية: الوضع كارثي ويحتاج لتحرك دولي

وفي تصريح ميداني، قال أحد ممثلي برنامج الأغذية العالمي المتواجد في أحد المخابز: "الوضع الإنساني في غزة بات كارثياً، وما نحتاج إليه هو الاستمرار في إيصال المساعدات، والمناصرة من أجل فتح المعابر وضمان وصول الغذاء إلى من هم بأمس الحاجة إليه". وأضاف أن تحقيق ذلك يتطلب تعاون المجتمع الدولي، إلى جانب جهود المنظمات غير الحكومية والمحلية.

وكان البرنامج الأممي قد أوقف دعم جميع المخابز المدعومة في غزة في أبريل الماضي بسبب نفاد الوقود والدقيق، بالتزامن مع تشديد الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.

إدخال مساعدات بعد 81 يوماً من الإغلاق

في سياق متصل، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن دخول 87 شاحنة مساعدات يوم الأربعاء، للمرة الأولى منذ 81 يوماً من الإغلاق الكامل للمعابر، وتم تخصيصها لعدد من المؤسسات الدولية والأهلية.

لكن المكتب شدد على أن القطاع بحاجة يومياً إلى 500 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود كحد أدنى لإنقاذ الحياة، في ظل تفاقم المجاعة والانهيار الإنساني.

مجاعة متفاقمة وارتفاع أعداد الضحايا

منذ 2 مارس الماضي، تتبع إسرائيل سياسة تجويع ممنهجة بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي، مشيراً إلى أن استمرار إغلاق المعابر أمام آلاف الأطنان من المساعدات المتكدسة على الحدود، أدى إلى وفاة عدد متزايد من المدنيين جراء الجوع وسوء التغذية، خاصة الأطفال وكبار السن.

وتؤكد التقارير الإنسانية الدولية أن قطاع غزة دخل مرحلة المجاعة الفعلية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة ما لم يتم توفير ممرات آمنة ومستدامة لإدخال المساعدات والوقود فوراً.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك