بعد أن أحبط «أبها» جماهيره عند هبوطه نهاية الموسم الرياضي الماضي إلى مصاف أندية دوري «يلو»، قال الكثيرون من عشاقه إنه سيعود سريعاً إلى دوري الكبار في الموسم التالي، ولكن حاله حالياً في الدوري بعكس ما ذكره العشاق والمحبون، فهل سيتغير الحال في الموسم الرياضي القادم، ويُفرح جماهيره وعشاقه الذين ينتظرون عودة «زعيم الجنوب» إلى دوري «روشن»؟ أم تتأجل عودته ويستمر بقاؤه لعدة مواسم في «يلو»؟ «عكاظ» التقت عدداً من الرياضيين الذين عبّروا عن آرائهم تجاه «أبها»، وذكروا في حديثهم عدة أمور.. «أبها» غَرِق لأسباب كان يمكن تلافيها قال لاعب «أبها» سابقاً ناصر القحطاني: مع الأسف لقد غرق أبها في دوري «يلو» لأسباب كان يمكن تلافيها ومنها أنه كان يجب إحضار عناصر أجنبية ذات مستوى فني مميز تفيد الفريق، ولو كان هناك فقط خمسة أجانب وليس حتى سبعة أو ثمانية، لبقي الفريق وحقق نتائج إيجابية، ولكن تم التعاقد مع لاعبين متواضعين فنياً وبعضهم منتهٍ رياضياً مثل حارس المرمى وغيره، فيما قامت الإدارة بإبعاد لاعبين سابقين نتيجة عدم الحرص والاهتمام بما قدموه للنادي، وكان بالإمكان الاستفادة منهم وخبراتهم سواء كإداريين أو مدربين أو حتى مستشارين فنياً مثل مهدي الراقدي، وعبداللطيف شعثان، ومحمد أبوعراد، وأحمد محرز وغيرهم، فلا أشاهد إلاّ لاعباً أو لاعبيْن موجودين وهذا أمر محزن جداً، وللأسف أن أي إدارة تأتي وتغلق الأبواب على نفسها، وتضيف زملاء وأصدقاء مقربين بعيدين عن كرة القدم، وستحدث بالطبع نتائج غير مرضية. وأضاف: بعد هبوط الفريق لدوري «يلو» ما زالت تتكرر الأخطاء نفسها من لاعبين أجانب وبمستويات فنية متواضعة، فيما عدد من اللاعبين المحليين أيضاً مستوياتهم الفنية غير مرضية. وقال: أؤكد أنه لا يوجد لدي أي خلاف مع إدارة النادي، ولكن عشقي لكيان «أبها» جعلني صريحاً، وسنرى الفريق عائداً لدوري «روشن» بإذن الله، ولكن بشرط تصحيح الأخطاء وتلافيها في المواسم القادمة. إدارة النادي لم تعمل لإعادة الفريق قال لاعب «أبها» سابقاً المدرب الوطني محمد أبو عراد: إن إدارة النادي لم تعمل بالشكل المطلوب لفريق له رغبة العودة لدوري الكبار، فلم تكن هناك تعاقدات على مستوى مأمول، ولم يكن معسكر الفريق قبل الدوري يبشر بإيجابيات للفريق؛ نظراً لعدم وجود عدد يكفي من اللاعبين، وكذلك عدم وجود إدارة النادي باستمرار مع الفريق، ولذلك كانت البداية والنتائج متواضعة جداً. وأضاف: أعتقد لو تم دعم الفريق بلاعبين على مستوى عالٍ في الفترة الشتوية لكان من الممكن أن تتحسن النتائج، ولكن لم تقدم الإدارة أي جديد، ولذلك بقي «أبها» في مراكز الوسط ولم يستطع تقديم ما يشفع له بالعودة إلى دوري الكبار، وما زالت الفرصة للتأهل، ولكن يبدو لي أن الوضع العام لا يساعد الفريق على العودة، نظراً لعدم وجود لاعبين مميزين، وحتى إن لم يتحقق الصعود -وهذا شيء متوقع- يجب تجهيز الفريق للموسم القادم على نحو أفضل حالاً من السابق. الفريق يغرق في «يلو».. فهل من منقذ؟ قال المدير الفني للمركز الإقليمي في عسير التابع للاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد محرز: أغمضت عينيّ مثل المئات من عشاق الكيان الأبهاوي لنصحو على أطلال من الذكريات المسكونة بالآلام الغارقة بالوجع والدموع، وهبوط هذا الكيان العريق من دوري الكبار إلى دوري «يلو»، ومهما حاولنا أن نهجر الماضي بذكرياته، تأتي الذكريات بحلوها ومرّها فتعيد بنا الحنين من جديد لهذا الكيان الكبير. وأضاف: هبط «أبها» وهجره عشاقه، وللأسف بوضع «أبها» الحالي من أجهزة فنية وإدارية ولاعبين سوف يغرق في دوري «يلو» كثيراً، ولن يعود إلّا بإدارة جديدة ولاعبين مميزين وبأجهزة فنية تواكب الحدث والتطور الكبير الذي تعيشه رياضتنا السعودية، فهل من منقذ يعيد «أبها» لمكانه الطبيعي؟ وهل من منقذ يعيد «أبها» لأبنائه؟ وهل من منقذ يعيد الحياة لمدرجات «أبها» بعد أن هجرها الجميع بعد الهبوط المرير؟ «أبها» يُعاني أكد الإعلامي الرياضي حسن القبيسي أن «أبها» يُعاني في دوري «يلو» لعدة أسباب تكمن في عدم وجود كادر تدريبي يستطيع انتشال الفريق فنياً ونفسياً بعد هبوطهم من دوري المحترفين، والمدرب الحالي لم يعد لديه ما يقدمه للفريق بعد أن أمضى مواسم عديدة في الفريق، وكذلك عدم وجود لاعبين محليين أو محترفين على مستوى فني عالٍ يستطيعون التحكم في مستوى المباراة، وترجيح كفة الفريق. وأضاف: إدارة الفريق تتحمل الكثير مما يحصل له حالياً، وربما من الأنسب أن تترك المجال لغيرها لقيادة الفريق بفكر جديد وبعناصر أخرى، إذ يبدو أن الإدارة لم يعد لديها أيضاً ما تقدمه بعد أن أمضت سنوات عديدة في منصبها، ونتائج الفريق في تراجع، ولعل من أهمها ما حدث للفريق من هبوط لدوري «يلو»، وعدم العودة السريعة لدوري المحترفين.