في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية لأكثر من شهرين، تتصاعد الانتقادات الدولية، حيث وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، الوضع في غزة بأنه إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة. 
تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه الضغوط الأوروبية على إسرائيل، مع دعوات لمراجعة اتفاقيات الشراكة بسبب الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي الإنساني.

كالامار: الإبادة تُبث على الهواء مباشرة

أعربت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، عن قلقها العميق إزاء الوضع في غزة، مشيرة إلى أن "الإبادة الجماعية تُبث على الهواء مباشرة". 
وأضافت أن الحكومات النافذة تتقاعس عن استخدام نفوذها لمنع هذه الإبادة والتصدي لها بفاعلية، داعية إلى استخدام أدوات مثل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لحماية الفلسطينيين في غزة.

هولندا تطالب بمراجعة الشراكة الأوروبية مع إسرائيل

في خطوة غير مسبوقة، دعت هولندا الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، مستندة إلى المادة الثانية من الاتفاقية التي تنص على احترام حقوق الإنسان. 
وأكد وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، أن منع إسرائيل للمساعدات الإنسانية يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مما يستدعي إعادة تقييم العلاقات الثنائية.

انقسام داخل الاتحاد الأوروبي

بينما تؤيد دول مثل إيرلندا وإسبانيا مراجعة العلاقات مع إسرائيل، تعارض دول أخرى مثل ألمانيا والنمسا هذه الخطوة، مما يعكس انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع الأزمة في غزة. ورغم ذلك، تتزايد الدعوات داخل الاتحاد لاتخاذ موقف أكثر حزمًا تجاه الانتهاكات الإسرائيلية.

دعوات لوقف الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة

طالب مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، بمن فيهم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، إسرائيل بوقف الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر البرية. 
وأشار بوريل إلى أن "إسقاط المساعدات من الجو جيد لكنه غير كافٍ"، مؤكدًا أن الوقت جوهري لإنقاذ الأرواح في غزة.
مع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة وتصاعد الانتقادات الدولية، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديًا كبيرًا في التوفيق بين مواقفه الداخلية واتخاذ إجراءات فعالة للضغط على إسرائيل.
وفي ظل هذه التطورات، يبقى مصير المدنيين في غزة معلقًا على قدرة المجتمع الدولي في التحرك الفوري والفعال لوقف الإبادة الجماعية وضمان وصول المساعدات الإنسانية.