تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات الأربعاء بنسبة 1.12% لتسجل 3,391.56 دولارًا للأوقية، لتنهي مكاسب استمرت ليومين، مع تحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية بفعل أنباء عن محادثات تجارية مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، ما قلص الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
ويأتي هذا التراجع ليضع المعدن الثمين أكثر من 100 دولار دون أعلى مستوى قياسي بلغه في أبريل، وسط تحول تركيز المستثمرين إلى مؤشرات إيجابية في الملف التجاري العالمي.
محادثات تجارية بين واشنطن وبكين تعزز تفاؤل الأسواق
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن الوزير سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، سيلتقيان نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، هذا الأسبوع في سويسرا، في أول محادثات رفيعة المستوى منذ أن فرضت واشنطن تعريفات جمركية واسعة النطاق على الواردات الصينية في أبريل الماضي.
وبينما أبدت واشنطن تفاؤلًا بإجراء "محادثات بنّاءة"، التزمت بكين الحذر، مشيرة إلى أن "الأفعال أبلغ من الأقوال"، في موقف يعكس توجسًا صينيًا من نوايا الإدارة الأمريكية.
ودفعت هذه التطورات العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأمريكي إلى الارتفاع بنسبة 0.6%، فيما شهدت الأسواق الآسيوية موجة صعود، في إشارة إلى تزايد شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر الأعلى.
{adframe width=300 height=250}التوترات الجيوسياسية تتراجع في تأثيرها على الذهب
رغم تصاعد حدة التوتر العسكري بين الهند وباكستان، حيث أعلنت إسلام آباد إسقاط 5 طائرات هندية وأسر عدد من الجنود ردًا على غارات جوية نفذها الجيش الهندي، إلا أن تلك التطورات لم تنعكس بقوة على أسعار الذهب، التي عادة ما ترتفع في أوقات الأزمات، ما يدل على أن تركيز الأسواق لا يزال منصبًا على تطورات الملف التجاري بين واشنطن وبكين.
الاحتياطي الفيدرالي يترقب.. والأسواق تستبعد خفضًا للفائدة
تتجه الأنظار أيضًا إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، المتوقع أن يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه اليوم، على الرغم من الضغوط المستمرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع البنك نحو خفض الفائدة.
وأكد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أنهم سيعتمدون سياسة "الترقب والانتظار" لتقييم آثار السياسات التجارية الجديدة على النمو الاقتصادي. وتشير العقود المستقبلية إلى تراجع احتمالات خفض الفائدة في يونيو إلى 33% فقط، مقارنة بـ64% قبل شهر.
الذهب في 2025: مكاسب قوية رغم التراجعات
على الرغم من تراجعه في جلسة اليوم، إلا أن الذهب حقق مكاسب بنحو 30% منذ بداية العام، مستفيدًا من تقلبات الأسواق والتوترات الجيوسياسية الناتجة عن السياسات التجارية الصارمة التي تتبناها الإدارة الأمريكية. كما ساهمت مشتريات البنوك المركزية والطلب المضاربي في الصين في دعم أسعار المعدن النفيس.
0 تعليق