في أول تعليق له على التصعيد العسكري الخطير بين الهند وباكستان، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات الجوية التي شنتها القوات المسلحة الهندية على أهداف داخل الأراضي الباكستانية وفي إقليم كشمير الباكستاني بـ"المخزية"، داعيًا إلى "وقف فوري" للقتال بين الجارتين النوويتين.

وقال ترامب، مساء الثلاثاء، في حديث للصحفيين من البيت الأبيض:

"سمعت للتو عن تصاعد القتال بين الهند وباكستان. هذا أمر مؤسف للغاية ومخزٍ. آمل أن يتوقف القتال سريعًا جدًا."

جاءت هذه التصريحات بعد ساعات قليلة من إعلان الحكومة الهندية تنفيذ "عملية سيندور"، التي استهدفت ما قالت إنها "بنية تحتية إرهابية" داخل باكستان وفي الشطر الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير.

انفجارات تهز كشمير… وانقطاع الكهرباء في مظفر أباد

شهدت مدينة مظفر أباد، عاصمة كشمير الباكستانية، سلسلة انفجارات عنيفة في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، أعقبها انقطاع تام في التيار الكهربائي، وفق ما نقله شهود عيان لوكالات الأنباء العالمية. كما أفادت مصادر أمنية باكستانية بسقوط صواريخ في ثلاث مناطق مختلفة، بعضها طال معاهد دينية ومناطق مدنية.

ورغم تأكيد الجيش الهندي أن العملية لم تستهدف منشآت عسكرية، فقد اعتبر الجيش الباكستاني الضربات "عدوانًا مباشرًا"، متوعدًا برد قوي "في الزمان والمكان المناسبين".
 

الخارجية الهندية: العملية محسوبة ومحدودة

في محاولة لاحتواء ردود الفعل الدولية، أصدرت وزارة الخارجية الهندية بيانًا قالت فيه:

"العملية كانت دقيقة ومحسوبة، وركزت على مواقع يجري فيها التخطيط لهجمات إرهابية على الأراضي الهندية. لم نستهدف أي منشآت عسكرية باكستانية، بل أظهرنا قدرًا كبيرًا من ضبط النفس."

لكن بيان نيودلهي لم يقنع المسؤولين في إسلام آباد الذين اتهموا الهند بمحاولة فرض سياسة الأمر الواقع على الحدود الدولية، في انتهاك صارخ لاتفاقات وقف إطلاق النار.

باكستان تتوعد برد "حاسم"… وغضب شعبي متصاعد

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن القوات الهندية استخدمت صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف في بهولبور، كشمير الباكستانية، ومحيط بيشاور، مؤكدًا مقتل طفل على الأقل وإصابة اثنين.

وتابع:

"نحمل الهند المسؤولية الكاملة عن التصعيد، ونحتفظ بحق الرد الكامل. سيأتي الرد الحاسم عندما نختار التوقيت والموقع."

وقد سادت حالة من الغضب الشعبي في باكستان، مع دعوات في الشارع للرد العسكري على "الانتهاك الصارخ لسيادة البلاد"، بينما أكدت الحكومة أنها بدأت تحركات دبلوماسية عاجلة لإطلاع مجلس الأمن الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي على تطورات الهجوم.

ترامب في موقف صعب: حليف للهند وشريك لباكستان؟

تصريحات ترامب التي وصف فيها الضربات بـ"المخزية"، تعكس تحولًا مفاجئًا في الخطاب الأميركي، إذ لطالما حافظ البيت الأبيض في فترته على علاقات قوية مع حكومة ناريندرا مودي، ووقّع صفقات دفاعية ضخمة مع الهند.

لكن في المقابل، تعتبر واشنطن باكستان شريكًا مهمًا في مكافحة الإرهاب والتوازن الإقليمي، خاصة في ملف أفغانستان والبحر العربي، ما يجعل إدارة ترامب تواجه معضلة استراتيجية في الحفاظ على التوازن دون انحياز مفرط لأي طرف.

ويُعتقد أن تصريح ترامب، رغم لهجته الحادة، يهدف بالدرجة الأولى إلى تهدئة الغضب الدولي، خاصة في ظل دعوات أممية وأوروبية عاجلة لوقف التصعيد بين الجارتين النوويتين.