في إطار جهود محافظة قنا لدعم التنمية العمرانية وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي، استقبل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، وفدًا رفيع المستوى من فريق عمل مشروع التنمية الحضرية المتكاملة "حيّنا"، يرافقه عدد من ممثلي الجهات الدولية الشريكة في المشروع، لمتابعة الموقف التنفيذي لخطة العمل الجارية بالمحافظة، ومناقشة آفاق تنمية السياحة الريفية، لا سيما في قرية دندرة ذات المقومات التاريخية والثقافية الفريدة.

شارك في اللقاء كل من الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، والمهندسة إلهام قاسم، المدير الوطني للمشروع بالهيئة العامة للتخطيط العمراني، و أحمد رزق، مدير مكتب مصر ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والسيدة آن شيك، مدير برنامج البنية الأساسية بوزارة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية، إلى جانب عدد من ممثلي الهيئة والبرنامج والسفارة السويسرية وخبراء التنمية العمرانية والاقتصادية.

ومن جانبه أكد محافظ قنا خلال اللقاء على أهمية تكامل الجهود والتنسيق بين جميع الشركاء المعنيين لضمان تنفيذ مستدام للمشروع، مشيرًا إلى دعم المحافظة الكامل لتطوير البنية التحتية من خلال إنشاء ثلاث وحدات ترشيح شاطئية بمحطة مياه الحميدات، ما يسهم في تحسين جودة مياه الشرب وزيادة كميات الضخ للمواطنين، بالإضافة إلى تنفيذ مخططات إعادة ترتيب الأراضي بمنطقتي الحميدات والمعنا، بما يعزز من جودة الحياة ويرفع من القيمة الاقتصادية لهاتين المنطقتين.

كما شدد المحافظ على ضرورة توفير آليات تمويل مبتكرة وتعبئة الموارد المحلية لاستكمال مشروعات البنية التحتية، مع التركيز على دعم السياحة الريفية باعتبارها ركيزة محورية في تحقيق التنمية المتكاملة وجذب الاستثمارات، بما يعود بالنفع المباشر على الاقتصاد المحلي ويعزز من مكانة مدينة قنا كمدينة خضراء ومرنة.

من جانبها، أعربت السيدة آن شيك عن سعادتها بما تحقق على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق ببناء قدرات العاملين بالمحافظة، وأكدت أهمية استغلال الإمكانات السياحية والبيئية لدعم خطط التنمية السياحية، مشيدة بالتعاون المثمر مع الجهات المحلية.

وأشادت المهندسة إلهام قاسم بدور الحكومة السويسرية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في تقديم الدعم الفني والمالي، مؤكدة التزام الهيئة العامة للتخطيط العمراني بمواصلة تطوير المخططات التفصيلية وتعزيز القدرات المحلية، إلى جانب توثيق الدروس المستفادة من المشروع وتعميم أدوات إعادة ترتيب الأراضي كنموذج قابل للتكرار في محافظات أخرى.

فيما وجّه أحمد رزق الشكر لمحافظة قنا على دعمها المستمر، وللشركاء الدوليين على جهودهم في توفير التمويل اللازم، مؤكدًا أهمية دراسة الفرص الاستثمارية المتاحة والاستفادة من الأراضي المخصصة للتنمية لتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وعقب الاجتماع، قام الوفد بزيارة ميدانية إلى منطقتي الحميدات والمعنا لمتابعة سير الأعمال ميدانيا، كما تفقدوا موقع تنفيذ وحدات الترشيح الشاطئية بمحطة مياه الحميدات، حيث استمعوا إلى شرح مفصل من مسؤولي شركة مياه الشرب حول المواصفات الفنية وخطة التنفيذ وفقًا للجدول الزمني.

وفي سياق متصل، وضمن مساعي المحافظة لتنشيط القطاع السياحي، رافق المحافظ الوفد في زيارة إلى معبد دندرة والمنطقة المحيطة به، لمعاينة المواقع المقترحة لإنشاء مجمع سياحي ريفي بقرية دندرة، والتي تتمتع بمقومات طبيعية وتاريخية تؤهلها لتكون أحد أبرز مراكز السياحة الريفية في صعيد مصر.

وخلال الجولة، شدد المحافظ على أهمية الالتزام بالضوابط العمرانية للمباني المجاورة للمنطقة الأثرية، حفاظًا على الهوية البصرية والتراثية، موجّهًا بتحويل أحد المباني المجاورة للمعبد إلى مركز لخدمة المجتمع، ضمن خطة شاملة لتحسين جودة الخدمات.

واختُتمت الجولة بتفقد معبد دندرة والمنطقة المحيطة به، في إطار مشروع يهدف إلى ربط كورنيش قنا الشرقي بقرية دندرة عبر مسار سياحي متكامل مرورًا بنهر النيل، يشمل إنشاء معرض للحرف التراثية ومركز متكامل للخدمات السياحية، بما يسهم في تقديم تجربة أصيلة للزوار ودعم الحرف المحلية.