في لقاء يحمل دلالات سياسية وتنموية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، الدكتور أكينوومي أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي. يأتي هذا اللقاء في وقت محوري يشهد فيه الاقتصاد الأفريقي تحديات هيكلية تتطلب شراكات قوية وتمويلات مستدامة.

تقدير مصري للدور القيادي لأديسينا

أكد الرئيس السيسي خلال الاجتماع تقدير الدولة المصرية للجهود التي بذلها أديسينا طيلة فترة رئاسته للبنك والتي امتدت لعقد كامل، أسهم خلالها في تعزيز قدرة البنك على تمويل مشروعات التنمية في مختلف الدول الأفريقية. وأوضح أن القاهرة ستواصل دعمها الكامل للبنك، مرحبة بالتعاون مع رئيسه المقبل لاستكمال مسيرة التنمية والتكامل الإقليمي.

وفي المقابل، عبر أديسينا عن امتنانه لهذا الدعم السياسي المصري، مشيداً بالدور القيادي لمصر في تعزيز مبادئ التنمية المستدامة في القارة، سواء على مستوى الطاقة أو البنية التحتية أو الأمن الغذائي.

أجندة التعاون المصري الأفريقي مع البنك

أشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلى أن المحادثات تطرقت إلى ملفات استراتيجية لتعزيز التعاون بين مصر والبنك، مع التركيز على المجالات التالية:

kaidi مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة: دعم مصر في خطط التحول نحو الطاقة النظيفة كجزء من التزاماتها البيئية والتنموية. البنية التحتية: تطوير شبكات النقل والمياه والصرف الصحي بما يعزز مناخ الاستثمار ويرفع جودة الحياة. دعم القطاع الخاص: خلق فرص عمل حقيقية من خلال تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال. الأمن الغذائي والمائي: التركيز على الزراعة الذكية والتكنولوجيا الزراعية لمجابهة التغيرات المناخية. كفاءة الطاقة والتحول الرقمي: الاستثمار في الابتكار الرقمي وتكنولوجيا المعلومات لتحفيز النمو الاقتصادي المستدام.

برنامج “نوفي” ومنصة المشروعات الخضراء

من أبرز الملفات التي تم التطرق إليها هو الدعم المستمر الذي يقدمه البنك الأفريقي للتنمية لتنفيذ المبادرات الوطنية المصرية، وعلى رأسها برنامج “نوفي”، وهو منصة وطنية متكاملة تستهدف تمويل مشروعات المناخ والتنمية المستدامة في قطاعات رئيسية مثل المياه والطاقة والغذاء.

ويعكس هذا الدعم التزام البنك بالمشاركة الفاعلة في أولويات التنمية المصرية، لا سيما تلك المتوافقة مع أهداف المناخ العالمية، واتفاق باريس، وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs).

أهمية اللقاء في السياق الأفريقي والدولي

يأتي هذا اللقاء في توقيت حساس يشهد فيه العالم تغيرات متسارعة في تدفقات التمويل الدولي، وتحديات هيكلية في سلاسل التوريد، وتغيرات مناخية تؤثر مباشرة على الأمن الغذائي والمائي للدول النامية. من هنا، فإن تعزيز التعاون بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية يفتح الباب أمام تمويلات مرنة ومشروعات نوعية تُسهم في استقرار ونمو القارة.

كما أن وجود مصر كلاعب رئيسي في المؤسسات الاقتصادية الإقليمية يعزز من دورها كهمزة وصل بين أفريقيا والمؤسسات الدولية المانحة، ويمنحها تأثيرًا ملموسًا في توجيه الاستثمارات نحو قضايا التنمية الشاملة.

يمثل هذا اللقاء بين الرئيس السيسي ورئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية خطوة مهمة في مسار التعاون القاري، ويؤكد التزام مصر الثابت بدعم أجندة أفريقيا 2063، والمساهمة في صياغة مستقبل تنموي مشترك، قائم على الابتكار، والتكامل، والشراكة.

---