نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوثيون وإسرائيل والحوار الأميركي - الإيراني - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 02:10 صباحاً
أعلنت قناة "المسيرة" الفضائية، التابعة لـ"حركة أنصار الله" أن "القوات المسلحة" اليمنية التابعة لـ"الحوثيين" نفذت "عمليتين عسكريتين"، حيث تم "استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي أصاب هدفه"، كما تم "قصف هدف حيوي في عسقلان بطائرة يافا المسيرة"، بحسب البيان الذي أوردته "المسيرة" يوم الأحد 4 أيار/مايو الجاري.
السلطات الإسرائيلية قامت بإغلاق المطار بعد استهدافه من اليمن، قبل أن تقوم باستئناف حركة الطيران لاحقاً، إلا أن وقوع أضرارٍ في المطار، دفع عدداً من شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها إليه.
هذا التطور الأمني المهم، جرى رغم مواصلة الولايات المتحدة الأميركية ضرباتها العسكرية ضد أهداف تابعة لـ"الحوثيين" في اليمن، وسط أنباء عن فقدان الجماعة لعدد من قياداتها ومخازن للذخيرة وجزء من ترسانتها العسكرية، ما يعني أن هذه الضربات أثرت على قدراتها الحربية، إلا أن الهجوم الذي تم الأحد ضد مطار بن غوريون، يشير إلى أن "الحوثيين" لا يزالون قادرين على إطلاق الصواريخ رغم وجود أنظمة مراقبة واعتراض أميركية وإسرائيلية!
قد يكون للضربات الأميركية تأثيرٌ في الحد من القدرات الصاروخية للحوثيين، لكن يبدو أن هذه العمليات لن تمنع الأنشطة المسلحة، ويعود ذلك لعدة أسباب، لعل منها أماكن تخزين الأسلحة والمخابئ التي تقع في أماكن وعرة أو جبلية، وأيضاً قلة المعلومات الاستخباراتية، وأيضاً حجم العتاد المخزّن، أو ربما استمرار عمليات التزويد والإمداد عبر ممرات بحرية سرية!
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، وجه عبر حسابه بمنصة X، 1 أيار الجاري، رسالة إلى إيران، جاء فيها "نشهد دعمكم الفتّاك للحوثيين. نعرف تماماً ما تفعلونه. أنتم تعلمون جيداً ما يستطيع الجيش الأميركي فعله، وقد حُذّرتم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان اللذين نختارهما".
هذا التهديد جاء رغم وجود حوار بين واشنطن وطهران برعاية من سلطنة عمان، حول البرنامج النووي الإيراني، وهو المفاوضات التي جرى تأجيل جولتها الرابعة، وسط تكهنات بشأن الأسباب الحقيقية لذلك، وقد تقود هذه التدوينة من الوزير الأميركي إلى فهم جزء من المشهد المعقد إقليمياً.
السؤال الأكثر إلحاحاً ربما هو: ما مدى تأثير ما يجري من توتر بين الحوثيين وإسرائيل على المحادثات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهل من الممكن أن يؤدي استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه أهدافٍ إسرائيلية من اليمن، إلى جمود في هذه المحادثات؟
لا يمكن أن تكون هنالك إجابة جازمة باتجاه واحد، لأن ثمة قراءات مختلفة داخل إدارة الرئيس دونالد ترمب نفسها لما تريده واشنطن. فهنالك من يرى أن الديبلوماسية هي الطريق الأسلم والأنجع نحو اتفاق مع إيران يمنعها من الحصول على القنبلة النووية، وهنالك من يعتقد أن ثمة فرصة مواتية لضرب إيران عسكرياً وتدمير برنامجها النووي، ويجب استغلال هذه الفرصة!
بالتوازي مع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أن الحوثيين تابعون مطيعون للنظام في إيران، وأنهم يلتزمون بتوجيهات "الحرس الثوري"، وبالتالي فهم ورقة على طاولة التفاوض الأميركي – الإيراني، تسعى طهران لاستخدامهم بعدما خسرت أوراقاً مهمة في لبنان وفلسطين!
إلا أن آخرين، يعتقدون أن "أنصار الله" رغم تحالفهم مع إيران، إلا أنهم يمتلكون هامشاً من المناورة، وأنهم يقولون رأيهم ويعملون بما يرون حتى لو كان ذلك خلافاً لوجهة نظر أو مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أيضاً، استمرار العدوان الإسرائيلي وعمليات القتل والتهجير في غزة والضفة الغربية، والقصف ضد أهدافٍ في لبنان وسوريا، كل ذلك يجعل الشرق الأوسط منطقة شديدة التوتر، ويدفع الجماعات المسلحة نحو مواقف أكثر تشدداً، وهو الأمر الذي يجعل فرص إحلال السلام أقل.
ما هو الممكن سياسياً وأمنياً؟ ربما الخيارات محدودة ومعقدة، إلا أنه بالتأكيد فإن وقف إسرائيل عمليات الإبادة في غزة، والدفع باتجاه عملية سلام أو على الأقل هدنة طويلة الأمد، سوف يضعان الإقليم في أجواء مواتية لعلاج الأزمات المزمنة، ويعطيان دفعة للجهود التي تقودها دول الاعتدال العربي نحو وقف الحرب وحفظ أمن الممرات المائية في الخليج العربي والبحر الأحمر، وهي المهمة التي على الجميع المشاركة في إنجاحها.
0 تعليق