نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نزعة نسوية تتسلل ببطء إلى السينما الهندية - شوف 360 الإخباري, اليوم الأحد 25 مايو 2025 01:45 مساءً
تشهد السينما الهندية تغييراً ملحوظاً، فعلى هامش الصناعة البوليوودية المحافظة والتي يطغى عليها الرجال، تتسع موجة جديدة من المخرجات اللواتي تعبّر أفلامهن بقدر أكبر عن واقع أوضاعهنّ.
وتلاحظ المخرجة ريما كاغتي أن "الوضع يتغير"، وتشرح أن "عدد النساء اللواتي يكتبن سيناريوهات أفلامهن ويخرجنها يتزايد". وتقول "مع مرور الوقت، نتجه نحو وضع أكثر صحة وواقعية".
ففي الأشهر الأخيرة، عُرضت على الشاشات، وخصوصاً خارج الهند، أفلام عدة تندرج في هذا التوجه النسوي الجديد.

الممثلة الهندية كاني كوسروتي، والممثلة الهندية تشايا كادام، والمخرجة الهندية بايال كاباديا، والممثلة الهندية ديفيا برابها خلال جلسة تصوير بعد فوزها بالجائزة الكبرى عن فيلم
وفي رأس قائمة هذه الإنتاجات "لاباتا ليديز" Laapataa Ladies لكيران راو، والذي رشحته الهند لتمثيلها في السباق إلى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية لسنة 2025. وفاز فيلم "أول وي إيمادجين آز لايت" All We Imagine as Light للمخرجة بايال كاباديا بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي الأخير.
وتتناول هذه الأفلام قصص نساء "حقيقيات"، بعيداً من الصور النمطية السائدة راهناً في مواقع تصوير معظم الإنتاجات الهندية الضخمة.
ويتمحور "مسز" للمخرجة أراتي كاداف الذي عُرض عام 2024 على الاستعباد اليومي لامرأة متزوجة، حتى تمردها على زوجها.
وتقول عالمة الاجتماع لاكشمي لينغام إنّ "مجرّد قراءة وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر أنه الواقع الذي تعيشه غالبية النساء في الهند".
وتشكل الشخصيات النسائية المتجذرة في الواقع استثناءً في الإنتاج السينمائي الوفير في الهند والذي يصل إلى نحو ألفَي فيلم سنويا بأكثر من 20 لغة مختلفة.
وتضيف لاكشمي لينغام إن "الرجال يهيمنون إلى حد كبير على الأفلام السينمائية التجارية في الهند، وقصصها تتسم بقدر كبير من الكراهية تجاه النساء". وتشير إلى أن "الرجال يؤدون فيها الأدوار الرئيسية، فيما تتولى النساء الأدوار الرومانسية، والجميلة، من دون مشاركة متساوية".
- "نساء قويات" -
وفي دراسة نُشرت عام 2023، دققت عالمة الاجتماع بالتعاون مع معهد تاتا للعلوم الاجتماعية في أكثر من ألفَي دور في بعض الأفلام الأعلى إيرادات في الهند بين عامي 2012 و2019.
وجاءت النتائج معبّرة جدا، إذ تبيّن أن 72 في المئة من الأدوار أداها رجال، فيما اقتصرت أدوار النساء على 26 في المئة، غالباً ما كانت أدواراً داعمة نمطية، كممرضات ومعلمات وما إلى ذلك.
وليس مفاجئاً أن تكون الرياح النسوية هبت على السينما المستقلة.
kaidi
وتذكّر المنتجة والمخرجة شونالي بوز بأن "مخرجين من أمثال شيام بينيغال يصوّرون منذ سبعينات القرن العشرين شخصيات نسائية قوية" ليست مجرد أمهات أو منفذات لرغبات الرجال.
إلاّ أن الممثلة والمنتجة ضياء ميرزا توضح أن "النساء لا يزلن يواجهن صعوبة في فرض السيناريوهات التي تعكس واقعهن لكنّ عدد المخرجات والمنتجات وكاتبات السيناريو أصبح أكبر. لذا، أصبحت السرديات أكثر شمولاً".
وهذه هي حال الأعمال التي تخرجها ريما كاغتي، إذ تتحدى المعايير المجتمعية السائدة.
ففي المسلسل البوليسي "دهاد"، تحاول شرطية شابة التفوق على زملائها الذكور لجهة التحقيق في سلسلة من حالات اختفاء النساء.
وتقول شونالي بوز "مشكلتنا لا تتعلق بالنوع الاجتماعي، بل بالقدرة على فعل ما نريد". وتضيف "عندما نريد أن نصنع أفلاما تجارية، نواجه سوقا محافظة بشكل متزايد".
- المال يُحدد -
وتقول كونكونا سين شارما المعروفة بأفلامها الناشطة، إنها متفائلة بحذر.
وتتوقع أن "يصبح عدد النساء العاملات في مجال السينما في المستقبل أكبر من ذي قبل"، لكنها تضيف "لا يزال عدد النساء في مواقع السلطة وصنع القرار غير كافِ".
وترى لاكشمي لينغام أن "هذه الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكن المشاهدين باتوا يرون خطابا مختلفا"، إذ أن "النساء بتن يخرجن ويرتدين ما يَشَأن...".
وتلاحظ أن الحركة التي بدأت في السينما المستقلة بدأت تصل إلى أفلام أكثر شعبية، بفضل مخرجات قويات الشخصية.
وانتزع فيلم الرعب الكوميدي "ستري 2" من بطولة النجمة البوليوودية شرادا كابور المركز الأول في شباك التذاكر لعام 2024 من النجم شاه روخ خان.
لكن الحركة لا تزال بطيئة جداً.
ففي العام الماضي، كان المنتجون التنفيذيون نساء في 15 في المئة من الأفلام الهندية، مقارنة بـ 10 في المئة قبل عامين، وفقًا لتقرير "أو وومانيا" الذي يرصد وضع المرأة في قطاع الترفيه.
وتوضح لاكشمي لينغام أن "لدى كاتبات السيناريو أفكاراً ممتازة، لكن المنتجين لا يدعمونهن".
وتؤكد عالمة الاجتماع أن "المال في نهاية المطاف هو الذي يحدد الأفلام التي يتم إنتاجها والتي لا يتم إنتاجها ولا يزال من الصعب جدا العثور على تمويل لأفلام مثيرة للاهتمام ومختلفة وأقرب إلى الواقع".
0 تعليق