مصر: تعرف على تاريخ بناء مدينة الإسكندرية - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر: تعرف على تاريخ بناء مدينة الإسكندرية - شوف 360 الإخباري, اليوم الأحد 18 مايو 2025 11:10 صباحاً

تُعد مدينة الإسكندرية واحدة من أبرز مدن البحر المتوسط، وتحمل في طياتها تاريخًا حافلًا يمتد لأكثر من ألفي عام. فهي ليست مجرد مدينة ساحلية ذات طابع عصري، بل هي شاهد على حضارات عدة مرّت بها وتركت بصمتها على معمارها وثقافتها وتراثها. يعود تأسيس المدينة إلى الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين أصبحت الإسكندرية نقطة التقاء الشرق والغرب، ومنارة للعلم والثقافة في العصور القديمة. سنأخذك في هذا المقال في رحلة عبر الزمن، لتتعرف على قصة بناء هذه المدينة العريقة وتطورها عبر القرون.

الإسكندر الأكبر وتأسيس المدينة

تبدأ حكاية الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد، عندما وصل الإسكندر الأكبر إلى الساحل المصري خلال حملته العسكرية الشهيرة. وقع اختياره على موقع استراتيجي بين البحر المتوسط وبحيرة مريوط، ليؤسس مدينة جديدة تحمل اسمه وتكون عاصمة لمصر البطلمية. استعان الإسكندر بمهندسين يونانيين، منهم دينوقراطيس، لتخطيط المدينة وفقًا للنمط الهلنستي الكلاسيكي، بشوارع مستقيمة تتقاطع بزوايا قائمة، وأسواق عامة ومعابد ومسارح.

منذ نشأتها، لم تكن الإسكندرية مجرد عاصمة سياسية فحسب، بل صممت لتكون مركزًا للعلم والفكر. وبعد وفاة الإسكندر، استولى بطليموس الأول على الحكم، وبدأ في تنفيذ رؤية طموحة لتحويل المدينة إلى أحد أعظم المراكز الثقافية في العالم القديم، خاصة مع تأسيس مكتبة الإسكندرية ومتحفها الشهير.

kaidi

ازدهار علمي وثقافي في العهد البطلمي والروماني

شهدت الإسكندرية عصرها الذهبي خلال حكم البطالمة، حيث جذبت العلماء والمفكرين من جميع أنحاء العالم الهلنستي، فأصبحت مركزًا للحوار الفكري والاكتشافات العلمية. تأسست مكتبة الإسكندرية الكبرى، التي ضمت مئات الآلاف من المخطوطات، وكانت ملتقى للعلماء مثل إقليدس في الرياضيات، وأرشميدس في الفيزياء، وهيروفيلوس في الطب. كما احتضنت المدينة منارات العلم والفلسفة، وكانت موطنًا للتعدد الديني والثقافي، حيث عاش فيها الإغريق والمصريون واليهود والرومان في تناغم فريد.

ومع دخول الإسكندرية تحت الحكم الروماني في عام 30 ق.م بعد هزيمة كليوباترا وأنطونيوس، استمرت المدينة كمركز ثقافي وتجاري بارز في البحر المتوسط، رغم أنها فقدت استقلالها السياسي. وظلت المدينة على مدار قرون منارة فكرية، لكنها تعرضت لتراجع تدريجي مع تقلبات الزمن، من الزلازل إلى الحرائق التي طالت مكتبتها الشهيرة.

الإسكندرية الحديثة وملامح التاريخ الحي

مع دخول الإسلام إلى مصر في القرن السابع الميلادي، بدأت ملامح جديدة تتشكل في المدينة، حيث أصبحت تحت الحكم العربي. لكن الدور السياسي والعلمي انتقل تدريجيًا إلى الفسطاط (القاهرة لاحقًا). ورغم ذلك، حافظت الإسكندرية على مكانتها كميناء هام وبوابة تجارية لمصر. وخلال العهد العثماني ثم محمد علي باشا، شهدت المدينة نهضة عمرانية وتجارية كبيرة، وعادت لتلعب دورًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا.

اليوم، تُعد الإسكندرية مدينة نابضة بالحياة، تضم آثارًا تاريخية مثل قلعة قايتباي التي بُنيت على أنقاض منارة الإسكندرية القديمة، والمسرح الروماني، والمتحف اليوناني الروماني. كما تحتضن مكتبة الإسكندرية الحديثة، التي أُعيد بناؤها لتكون امتدادًا لروح المدينة العلمية والثقافية. الإسكندرية ليست فقط حكاية ماضٍ عريق، بل هي مدينة تعيش بتوازن بين الأصالة والتجدد، وتستمر في إلهام كل من يزورها بجمالها الساحر وتاريخها العميق.

أخبار ذات صلة

0 تعليق