تعرف علي مقر القوة الخليجية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي – … 2024

وفي إطار جهودها لضمان أمنها واستقرارها، قامت بعض دول الخليج العربي بتشكيل تحالف يعرف باسم مجلس التعاون الخليجي. ويتعلق الأمر برفع مستوى التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال العسكري. وتم الاتفاق على إنشاء مقر للقوة الخليجية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي عام 1982، أثناء الحرب بين إيران والعراق.
إذا كنت عزيزي القارئ من المهتمين بالشأن العسكري وترغب في تعميق رؤيتك الإستراتيجية للمنطقة، ندعوك لقراءة هذا المقال.

شوف 360 الإخباري

مقر القوة الخليجية الموحدة

وفي دورته الثالثة عام 1982، التي عقدت في المنامة، وافق المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على إنشاء القوة الخليجية الموحدة، والتي كانت تسمى آنذاك قوات درع الجزيرة. وتضم هذه القوات تشكيلات عسكرية من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان. مع العلم أن السعودية ساهمت بالجزء الأكبر من القوات.
فيما يقع مقر هذه القوة في المملكة العربية السعودية في مدينة الملك خالد العسكرية ضمن محافظة حفر الباطن، بالقرب من المثلث الحدودي العراقي الكويتي.

حجم قوات درع شبه الجزيرة

ويهدف تشكيل هذه القوات إلى إنشاء نظام دفاعي مشترك. وتتمثل مهمتها في صد أي هجوم أو عدوان محتمل من شأنه زعزعة أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. بالإضافة إلى حماية ثروات ومقدرات هذه الدول. وتضم هذه القوة عند إنشائها عام 1982 فرقة مشاة ميكانيكية بكافة ألويتها وعتادها المكون من مدرعات ومدفعية. بينما ضم لواء المشاة نحو خمسة آلاف جندي من كافة دول مجلس التعاون الخليجي.

ومن ناحية أخرى، بلغ عدد هذه القوات عام 2006 نحو سبعة آلاف جندي. وجاء ذلك في أعقاب اقتراح سعودي بزيادة قدرة هذه القوات وإنشاء نظام قيادة وسيطرة مشترك. لكن لا تتوفر الآن معلومات دقيقة عن قدرات هذه القوات وإمكانياتها العسكرية، باستثناء ما أفاد به أحد القادة. من هذه القوات، أعلن فيها أن عدد القوات تجاوز الثلاثين ألف ضابط عسكري وجندي، بينهم واحد وعشرون ألف مقاتل، وتعمل حالياً تحت قيادة اللواء السعودي حسن بن حمزة الشهري. .

تاريخ ومشاركة قوات درع الجزيرة

  • ولم تتمكن هذه القوات من التدخل في حرب الخليج الثانية عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت. ويعود ذلك إلى أن القدرات القتالية لهذه القوات، في ذلك الوقت، لن تؤهلها للانخراط في حرب استراتيجية دفاعية واسعة النطاق، في حين كانت القوة العسكرية المهاجمة تتألف من سبع فرق عسكرية من قوات الحرس الجمهوري العراقي. . بالإضافة إلى عدم رغبة المملكة في الدخول في حرب مجهولة العواقب. وهذا لم يمنح هذه القوات سوى طابع رمزي، لأنها فشلت في حماية دولة واحدة من أعضاء مجلس التعاون الخليجي.
    وخلال الغزو العراقي للكويت، طلبت السعودية زيادة عدد هذه القوات حتى تصل إلى مائة ألف جندي، لكن هذه الدعوات تراجعت تدريجيا بعد هزيمة الرئيس العراقي صدام حسين في عملية عاصفة الصحراء.
  • كما تم نقل قوات درع الجزيرة إلى دولة الكويت أثناء الغزو الأمريكي للعراق، ووضع ذلك في إطار اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
  • وتم الإعلان عن تفكيك هذه القوة في عام 2005، بعد نشوء خلافات قوية بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
  • وفي عام 2006 قدمت السعودية مشروعا يهدف إلى تطوير القدرات العسكرية لدرع الجزيرة، وتزايد عدد هذه القوات نتيجة هذا القرار حتى وصل إلى سبعة آلاف جندي.
  • واستخدمت حكومة مملكة البحرين قوات درع الجزيرة خلال فترة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2011، بذريعة تأمين المرافق الحيوية والاستراتيجية. وأرسلت المملكة وقتها ألف ومئة جندي، وأرسلت الإمارات العربية المتحدة ثمانمائة جندي، في حين اكتفت الكويت بإرسال قوات بحرية ولم تشارك بقوات برية. وقد اعتبرت بعض الدول، بما فيها إيران، ذلك بمثابة غزو للبحرين.

مستقبل القوة الخليجية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي

ويعتمد مستقبل هذه القوات على جاهزية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وتظهر الأرقام أن الدول الأعضاء الست على استعداد تام، حيث تمتلك أحدث أنواع الأسلحة. فمثلا الجيش السعودي الذي يمتلك أكبر قوة وأكبر عدد من قوات درع الجزيرة يحتل المركز السابع عشر عالميا، وهو مجهز بأسطول جوي كبير يزيد عن ثمانمائة وثمانين طائرة ويضم أكثر من ألف دبابة وبميزانية تبلغ ثمانية وستين مليار دولار.

تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية والخامسة والأربعين عالمياً بميزانية تتجاوز ثلاثة وعشرين مليار دولار أمريكي. كما تمتلك بقية دول مجلس التعاون الخليجي معدات عسكرية حديثة ومتطورة. وعند مقارنة هذه القدرات العسكرية مع أقرب جيرانها الإقليميين، مثل إيران التي تحتل المرتبة الرابعة عشرة عالمياً وتمتلك خمسمائة طائرة وألف وستمائة دبابة، أو العراق الذي يحتل المرتبة الثانية والخمسين عالمياً، يمكننا أن نلاحظ التفوق. وتفوق قوات درع الجزيرة على جيرانها الإقليميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *