في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية في جنوب السودان، أصدر الرئيس سلفاكير ميارديت مرسومًا رسميًا بتعيين حليفه المقرب بنيامين بول ميل نائبًا لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في البلاد، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية اضطرابات واشتباكات متجددة بين فصائل مسلحة متنافسة.

وأعلن التلفزيون الرسمي في جوبا مساء الثلاثاء القرار الرئاسي، وسط تصاعد المخاوف من انزلاق البلاد مجددًا نحو حرب أهلية شاملة، بعد تحذيرات أممية وصفت الوضع بـ"المنذر بالخطر".

ويبلغ سلفاكير من العمر 73 عامًا، وتزايدت التكهنات مؤخرًا حول نواياه بشأن خليفته المحتمل في قيادة البلاد، إذ يرى مراقبون أن تعيين بول ميل - المعروف بعلاقته الوثيقة مع الرئيس - يشير إلى أنه الخيار المفضل لخلافته.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على بول ميل عام 2017، متهمة إياه بالحصول على عقود حكومية بطرق تفضيلية عبر شركته الإنشائية، وهو ما يزيد من حساسية تعيينه في منصب سياسي رفيع.

خلافات داخلية تعصف باتفاق السلام

ويأتي هذا التعديل الحزبي في ظل أزمة سياسية متصاعدة، لا سيما بعد أن وضعت السلطات النائب الأول للرئيس ريك مشار قيد الإقامة الجبرية، متهمة إياه بمحاولة إشعال تمرد مسلح.

الحزب المعارض الذي يتزعمه مشار سارع إلى نفي تلك الاتهامات، معتبرًا أن ما حدث يُعد خرقًا صريحًا لاتفاق السلام المبرم عام 2018، الذي أنهى خمس سنوات من الحرب الأهلية بين قوات الدينكا الموالية لسلفاكير ومقاتلي النوير الداعمين لمشار.

التحولات السياسية ومصير المرحلة الانتقالية

ويرى محللون أن تعيين بول ميل في هذا التوقيت، وعلى وقع الأزمات الداخلية، يعكس رغبة سلفاكير في إحكام قبضته على مفاصل السلطة داخل الحزب، تحسبًا لأي انتقال قادم للقيادة، خاصة في ظل تزايد الضغوط الإقليمية والدولية بشأن الإصلاحات السياسية ومسار السلام.

وفي حال غياب سلفاكير لأي سبب، فإن المنصب الجديد لبول ميل يجعله فعليًا القائم بأعمال رئيس الحزب - وربما البلاد، في ظل غياب توافق سياسي حول آلية الخلافة.

وتبقى الأنظار موجهة إلى تطورات الأيام المقبلة، في بلد لا يزال يسعى إلى التعافي من جراح حرب مدمرة، ويخشى من انتكاسة جديدة قد تعصف بكل ما تحقق من اتفاقات سياسية هشة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك