وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الصناعة البحرية التركية الباكستانية تبرز كقوة رئيسية على المستوى العالمي بفضل تعاونها الهادف إلى تلبية المتطلبات العسكرية واللوجستية المتزايدة لدول مثل المملكة العربية السعودية. وكما ذكر موقع "إنتليجنس أونلاين"، فإن هذا التحالف الذي ترسخ من خلال شراكات استراتيجية، وجد فرصة جديدة للتوسع في السوق السعودي، حيث إن تحديث القوات البحرية أولويةٌ بالنسبة للرياض.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الموقع أن الشركات التركية، التي تمتلك خبرة كبيرة في تصميم وبناء الوحدات البحرية، نجحت بالفعل في تأكيد وجودها بشكل كبير في باكستان. وقد عقد على وجه الخصوص حوض بناء السفن "إس إم تي سافونما" شراكة استراتيجية مع حوض بناء السفن في كراتشي لتطوير وإنتاج السفن العسكرية. وخلال معرض آيدياز 2024، الذي عُقد في كراتشي، قدمت شركة "إس إم تي سافونما" نموذجًا لسفينتها الداعمة لوجستيًا، ما أثار اهتمامًا بقدرتها على تلبية الاحتياجات التشغيلية للأساطيل الحديثة.
وأشار الموقع إلى أن باكستان، بفضل موقعها الجغرافي وقدراتها المتنامية في إنتاج السفن تثبت نفسها كشريك رئيسي لتركيا. وقد وقّع البلدان مؤخرًا اتفاقًا لتوريد سفينتين إلى البحرية السعودية.
يمثل هذا المشروع خطوة هامة إلى الأمام لكلا الدولتين، حيث يتيح لهما تعزيز نفوذهما في الشرق الأوسط وتقوية علاقاتهما مع الرياض. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فإن تعزيز أسطولها البحري يُعد عنصرًا أساسيًا في رؤية 2030، وهو خطة طموحة للتنويع الاقتصادي وتعزيز الاكتفاء الذاتي العسكري.
ووفقا للموقع، فإن اهتمام السعودية بالسفن التي يتم بناؤها في باكستان وتركيا يعكس تحولًا كبيرًا في الجغرافيا السياسية للدفاع. ففي الماضي، اعتمدت الرياض على مورّدين غربيّين مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكنها الآن تعمل على تنويع شراكاتها لتقليل الاعتماد على الجهات التقليدية. وهذا التغيير مدفوع ليس فقط باعتبارات اقتصادية، وإنما أيضًا برغبة في بناء قاعدة صناعية محلية من خلال شراكات استراتيجية.
وأكد الموقع أن التعاون بين تركيا وباكستان في توسّع دائم ليشمل مجالات أخرى في قطاع الدفاع، مثل تطوير التقنيات المتقدمة وتبادل الخبرات الهندسية.
وتسعى المملكة العربية السعودية، مع تزايد اهتمامها بتحقيق الاكتفاء الصناعي، إلى استغلال هذه الشراكات لبناء صناعة بحرية تنافسية. ويمكن لشركة "سفن إندستريز"، وهي شركة بحرية سعودية حديثة النشأة مدعومة من عملاق النفط أرامكو السعودية، أن تستفيد من هذا التعاون، ما يسرّع انتقال المملكة نحو نموذج الإنتاج المحلي.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب الموقع فإن التأثير المتزايد للصناعة البحرية التركية-الباكستانية يمثّل أيضًا ردًا على التنافس الإقليمي. فالصين والهند تستثمران بشكل كبير في قدراتهما البحرية، بينما تواصل الولايات المتحدة الحفاظ على وجود قوي في الخليج العربي. في هذا السياق، يوفر التحالف بين تركيا وباكستان والمملكة العربية السعودية ديناميكية جديدة تسهم في إعادة توازن المشهد الاستراتيجي في المنطقة.
يؤكد هذا التطور أهمية الاستثمارات المشتركة والتحالفات الاستراتيجية في قطاع الدفاع. بالنسبة لتركيا وباكستان، تمثل السوق السعودية واجهة لإثبات قدرتهما على المنافسة على المستوى العالمي. أما بالنسبة للرياض، فهذه الشراكة تعد فرصة لبناء أسطول حديث وتعزيز مكانتها كقوة إقليمية. وقد تمثل التعاون المتزايد بين الدول الثلاث بداية حقبة جديدة للصناعة البحرية في الشرق الأوسط، مع تأثيرات كبيرة على الأمن والاقتصاد العالمي.
0 تعليق