كانت هذه الظاهرة تقلصت كثيراً في فترة سابقة، بفضل تشديد سلطات مطار العاصمة الرقابة، لكنها عادت لسيرتها الأولى مما يدل على تقلص الرقابة، وبح قلمي وأنا أحذر من أن وجود الكدادة في استقبال المسافرين والسياح مشوه ولا يعكس انطباعاً أولياً جيداً عن عاصمة رؤية السعودية ٢٠٣٠، ناهيك عن المحاذير الأمنية لسلامة الركاب بالركوب مع أشخاص مجهولين، وكذلك الضرر الواقع على الأشخاص والمشغلين المرخصين لتقديم خدمات النقل عبر تطبيقات التوصيل وشركات سيارات الأجرة، فهؤلاء حصلوا على تراخيص ودفعوا رسوماً واستثمروا في مركبات لأجل تقديم خدمة وفق آلية تعتمد على الانتظار، فليس عدلاً أن يقوم شخص غير مرخص بالاعتداء على حقوقهم ومصدر رزقهم !
حقيقة لا أفهم سر استمرار ظاهرة الكدادة في مطاراتنا، ولماذا فشلت الجهات المختصة في الحد منها، وما الذي يمنع الكدادة من الانخراط في النشاط عبر تطبيقات التوصيل وشركات الأجرة ؟!
المسألة بحاجة لنظرة تأمل وبحث لفاعلية إجراءات منع هذا النشاط المشوه، وكذلك بحث الأسباب التي تجعل الكدادة يعزفون عن الانضمام لتطبيقات توصيل الركاب ؟! الأولى بلا شك رهن بتنسيق الجهات المختصة في المطارات وربما كان هناك حاجة لإعادة تحديد المسؤوليات والصلاحيات لتكون أكثر فاعلية، أما الثانية فلا بد من النظر في شروط التشغيل لدى تطبيقات توصيل الركاب ومراجعة نسب استفادة السائقين حتى تصبح أكثر جاذبية للعمل بشكل نظامي ومنظم، ففوضى تكدس عند مخارج صالات الوصول يتبعه تكدس سيارات الكدادة عند الأرصفة مما يسهم في خلق أزمة مرورية يمكن تلافيها !
باختصار.. طلب الرزق مشروع لكل إنسان ولكن وفق الأنظمة التي تكفل تنافساً عادلاً وتمنع نشاطاً مشوهاً !
0 تعليق