"تخريبٌ في بحر البلطيق".. هل يُستخدَم أسطول الظل الروسي لأغراض خفيّة؟

صحيفة سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

28 ديسمبر 2024, 11:05 صباحاً

لطالما أثار ما يُعرف بـ "أسطول الظل" الروسي، وهو مجموعة من الناقلات القديمة، التي تُستخدَم لنقل النفط الخام الروسي سراً حول العالم، قلق المسؤولين الغربيين، فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، انصبّ التركيز -بشكلٍ أساسي- على استخدام هذه السفن غير المُسجلة للتحايل على العقوبات الغربية، وتوفير إيرادات لتمويل آلة الحرب الروسية.

لكن يبدو أن "أسطول الظل" يُخبئ وجهاً آخر أكثر خطورة، يُهدّد الأمن والاستقرار في أوروبا.. ففي تطورٍ لافتٍ، صعدت قوات كوماندوز فنلندية على متن ناقلة نفط يُشتبه في تورُّطها بقطع كابلات تحت الماء في بحر البلطيق، من بينها كابل حيوي لنقل الكهرباء بين فنلندا وإستونيا.

هذه السفينة، التي تحمل اسم "إيغل إس"، تتطابق مواصفاتها مع سفن "أسطول الظل" الروسي، وكانت قد أبحرت من ميناءٍ روسي قبل فترة وجيزة من وقوع الحادث، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ساحة مواجهة

وإذا تأكّد تورُّط هذه السفينة في عملية التخريب، فستكون هذه هي المرة الأولى، التي يُستخدَم فيها "أسطول الظل" بشكلٍ مُتعمّدٍ لاستهداف بنية تحتية حيوية في أوروبا؛ ما يُعدّ تصعيداً خطيراً من جانب روسيا في صراعها مع الغرب.

وأعرب لوري لانييميتس؛ وزير داخلية إستونيا، عن قلقه الشديد إزاء هذه التطورات، مُشيراً إلى أن روسيا تشنّ بشكلٍ منهجي "حرباً هجينة" ضدّ جيرانها من دول الناتو والاتحاد الأوروبي.. ودعا إلى ضرورة "مواجهة الواقع"، والتخلي عن أيّ أوهامٍ بشأن النيّات الروسية.

وعقد إيلكا كوسكيماكي؛ مفوّض الشرطة الوطنية الفنلندية، ومسؤولون فنلنديون آخرون، مؤتمراً صحفياً في هلسنكي؛ لمناقشة حادثة قطع الكابلات؛ ما يُظهر مدى خطورة الوضع. وعلى الفور، أعلنت دول المنطقة عن تعزيز الإجراءات الأمنية في بحر البلطيق، ونشر المزيد من قوات البحرية وخفر السواحل.

كما أكّد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته؛ استجابةً لطلبات من زعيمَي فنلندا وإستونيا، أن الحلف "سيعزّز" وجوده العسكري في المنطقة.

تصاعد التوتر

تثير هذه الحادثة تساؤلات مُقلقة حول الدور الحقيقي لـ "أسطول الظل" الروسي، فهل يقتصر دوره على نقل النفط سراً، أم أنه يُستخدَم أيضاً كأداة لتنفيذ عمليات تخريبية وزعزعة الاستقرار في أوروبا؟ يُشير تورُّط سفينة تابعة لهذا الأسطول في قطع الكابلات، إلى احتمال وجود أجندة روسية أوسع، تتجاوز الجوانب الاقتصادية، وتستهدف الأمن القومي لدول أوروبية.

ويُعَدُّ بحر البلطيق منطقة إستراتيجية حسّاسة، وتكثيف الوجود العسكري لحلف الناتو فيها يُنذر بتصاعد التوتر الإقليمي. فمن جهة، يهدف "الناتو" إلى ردع أيّ محاولاتٍ روسية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، ومن جهة أخرى، قد ترى روسيا في هذا الوجود العسكري المتزايد تهديداً لأمنها القومي.

من الواضح أن حادثة قطع الكابلات تُشكّل منعطفاً خطيراً في العلاقة بين روسيا والغرب. فاستخدام "أسطول الظل" في أعمال تخريبية يُعدّ تصعيداً مُقلقاً، يُنذر بمرحلة جديدة من الصراع الخفي. ويثير هذا التطور مخاوف جدية من إمكانية تكرار حوادث مماثلة في مناطق أخرى، واستهداف بنى تحتية حيوية أخرى؛ ما يُهدّد الأمن والاستقرار في أوروبا والعالم. فما الخطوات التي سيتخذها المجتمع الدولي لمواجهة هذا التحدّي الجديد؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق