طرحت الخبيرة التدريبية والمستشار في التمكين القيادي، دكتورة رسمية الربابي، تساؤلات جوهرية حول سلوك الاعتذار المتكرر دون سبب حقيقي، مشيرة إلى أنه قد يكون انعكاسًا لضعف في الثقة بالنفس أو نمطًا مكتسبًا من البيئة والتربية، لا مجرد تعبير عن اللباقة أو حسن النية.

وأوضحت الربابي خلال حديثها مع “إذاعة الرياض”، أن الاعتذار الحقيقي يعد سلوكًا ناضجًا يحمل في طياته احترام الذات وتحمل المسؤولية، بينما الاعتذار الناتج عن عدم الثقة بالنفس يظهر الشخص في صورة ضعيفة ويضعه تحت ضغط دائم لإرضاء الآخرين وتجنب الرفض.

وأكدت أن التكرار المفرط للاعتذار يفقده قيمته، وقد يربك العلاقة مع الطرف الآخر ويثير الغموض أو الحرج، إضافة إلى أن الشخص يبدأ في تحمل مسؤوليات لا تعنيه، مما ينعكس سلبًا على احترامه لذاته على المدى الطويل.

وفيما يخص الأسباب النفسية والاجتماعية، لفتت الربابي إلى أن الاعتذار المفرط قد يكون ناتجًا عن تربية صارمة أو بيئة حساسة تفتقر إلى التقدير والدعم، أو حتى بسبب تقليد نماذج سلوكية في الطفولة.

وحول طرق التخلص من هذه العادة، دعت إلى تطوير الوعي الذاتي، وتعزيز الثقة بالنفس، والتدريب على الصمت في المواقف التي لا تستدعي الاعتذار، إضافة إلى طلب الدعم من الأصدقاء والانخراط في حوارات إيجابية تعيد تشكيل صورة الذات.

واختتمت الربابي حديثها بالتأكيد على أهمية التمييز بين الاعتذار الواعي النابع من احترام الذات، وبين الاعتذار القهري الذي قد يؤدي بمرور الوقت إلى الشعور بالانكسار وتقليل قيمة النفس في نظر صاحبها والآخرين.

#برنامج_صباح_المملكة | “آسف بلا سبب” سلوك اجتماعي أم انعكاس داخلي، التفاصيل مع ضيفتنا د. رسمية الربابي – خبير تدريبي دولي ومستشار في ⁧التمكين القيادي⁩. #إذاعة_الرياض pic.twitter.com/kS4Jw1zD9v

— إذاعة الرياض (@Riyadh_Radio) May 20, 2025