شهدت الأيام الأخيرة تكرار لحدوث الزلازل في منطقة كريت، ومن ثم شعر سكان مصر ودول أخرى بالهزة الأرضية، ويبرز دور منطقة كريت في البحر المتوسط كأحد البؤر الزلزالية النشطة، حيث أشار الدكتور صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية، إلى أن الزلازل التي تُسجل في هذه المنطقة قد تؤثر بشكل طفيف على الأراضي المصرية، ورغم نشاطها، إلا أن تأثيرها ضعيف في الغالب.
القوس الهيليني
وأوضح الدكتور صلاح الحديدي أستاذ الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية خلال تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”، تتميز منطقة كريت، الواقعة جنوب البحر المتوسط، بنشاط زلزالي كبير يُعرف بـ "القوس الهيليني"، الذي يفصل بين كريت واليونان ومصر.
وتعتبر هذه المنطقة مصدراً دائماً لحدوث الزلازل التي تتراوح قوتها بين 6.2 و6.5 درجات، لكنها عادة ما تكون بعيدة بما يكفي لتقليل تأثيرها على الأراضي المصرية، حيث يشعر المواطنون بالهزات دون أن تكون لها آثار تدميرية.
وتابع الحديدي أن الموجات الزلزالية تضعف مع المسافة، وكذلك الأمر بالنسبة لطبيعة الصخور التي تمر بها، وعندما تصل هذه الموجات إلى الشواطئ المصرية، فإنها تصطدم بصخور طينية في منطقة الدلتا ووادي النيل، مما يؤدي إلى تضخيم هذه الموجات، ويظهر هذا التأثير بشكل أكبر في الطوابق العليا من المباني الشاهقة.
kaidi
مصر بعيدة عن مصادر الزلازل
وأكد الحديدي أن حدوث الزلازل في المنطقة ليس شيئاً جديداً، بل هو تاريخي ومتوقع بسبب تصادم الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوروبية، وعادة تكون الزلزال القوية في البداية ومن ثم التوابع تكو أقل في القوة ، لأن الطاقة تقل تدريجياً بمرور الوقت.
وأضاف أن الزلزال الذي حدث صباح اليوم الساعة 6:19 يعتبر تابعاً للزلزال الذي وقع قبل أسبوع، حيث لم تستقر المنطقة بعد.
كما أشار أنه بحسب المعطيات، تم تسجيل حوالي 12 هزة إضافية لم يشعر بها أحد بسبب ضعف قوتها، وفي النهاية، أكد الحديدي إلى أن مصر تبقى بعيدة عن مصادر هذه الزلازل، مما يجعل تأثيرها ضعيفاً عندما تصل إليها، بينما تظل منطقة كريت مركز النشاط الزلزالي في البحر المتوسط.
وقال الدكتور شريف عبد الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إنّ هزة أرضية وقعت صباح اليوم في تمام الساعة 6:19 بتوقيت القاهرة، بالقرب من الشمال الشرقي لجزيرة كريت، وذلك على بُعد نحو 500 كيلومتر من مدينة مرسى مطروح، وتأتي هذه الهزة بعد أسبوع تقريبًا من زلزال سابق وقع في نفس المنطقة ولكن على مسافة أقرب من مصر.
وأضاف عبد الهادي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمر مصطفى، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الزلزال الأخير يبعد حوالي 80 كيلومترًا عن موقع الهزة السابقة، وهو ما يشير إلى أن التأثير على الأراضي المصرية سيكون أقل هذه المرة من حيث الشعور بالهزة، متابعًا، أن فرق الرصد في المعهد القومي للبحوث الفلكية تعمل على متابعة النشاط الزلزالي في هذه المنطقة باستمرار.
0 تعليق