تُعدّ المملكة الأردنية الهاشمية من أبرز الوجهات السياحية في الشرق الأوسط، لما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. ومن بين هذه الوجهات، تبرز قلعة عجلون ومدينة السلط كمحطات مميزة تعكس عمق التاريخ وتنوع الجغرافيا الأردنية.

تقع قلعة عجلون في شمال الأردن، وقد بُنيت في القرن الثاني عشر الميلادي بأمر من القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي لتكون حصناً منيعاً ضد الصليبيين. تتميز القلعة بموقعها المرتفع الذي يوفّر إطلالة بانورامية خلابة على جبال عجلون وغاباتها الكثيفة. وتُعدّ القلعة مثالاً رائعاً على العمارة العسكرية الإسلامية في العصور الوسطى، إذ تضم أبراجًا دفاعية وغرفًا وسراديب كانت تُستخدم في الأغراض العسكرية والمعيشية. ولا تزال القلعة تحتفظ بجزء كبير من رونقها الأصلي، مما يجعلها نقطة جذب رئيسية لمحبي التاريخ والمغامرة.

وعلى بُعد خطوات من العاصمة عمان، تقع مدينة السلط، التي أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 2021. تشتهر السلط بعمارتها الفريدة التي تمزج بين الطراز العثماني والعربي التقليدي، وتضم مباني حجرية صفراء ذات طابع تراثي خاص. وتُعتبر السلط رمزاً للتعايش الديني والثقافي في الأردن، حيث عاش المسلمون والمسيحيون فيها جنباً إلى جنب لمئات السنين.

توفّر المدينتان تجربة سياحية متكاملة: مناظر طبيعية ساحرة، مواقع تاريخية محفوظة، وأجواء ثقافية أصيلة. كما تعمل وزارة السياحة الأردنية على تطوير البنية التحتية والخدمات في هذه المناطق لتعزيز استدامة السياحة وجذب المزيد من الزوار الدوليين.

إن زيارة الأردن ليست مجرد رحلة سياحية، بل هي عبور عبر الزمن، واستكشاف لحضارات تعاقبت على هذه الأرض الطيبة. قلعة عجلون والسلط هما شاهدان حيّان على هذا الإرث العريق الذي لا يزال ينبض بالحياة حتى اليوم.