ندوة جغرافيا الشعر الجاهلي في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب - شوف 360 الإخباري

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ندوة جغرافيا الشعر الجاهلي في معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 02:05 صباحاً

 

شهدت فعاليات معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب لعام 2025 تنظيم ندوة أدبية متميزة بعنوان: جغرافيا الشعر الجاهلي: الشعر كجسر بين المكان والهوية، قدّمتها الدكتورة منال المحيميد، بحضور جمهور دولي تفاعل مع محاورها الفكرية والأدبية العميقة، ضمن فعاليات جناح الرياض.

واستهلّت المحيميد حديثها بتأكيد أهمية الشعر الجاهلي بوصفه وثيقة حية تنبض بتاريخ المجتمع العربي قبل الإسلام، مشيرة إلى دوره الحيوي في حفظ الذاكرة الجمعية، وتوثيق الأحاسيس والوقائع التي شكّلت وعي القبيلة وموروثها الثقافي.

وتناولت المحيميد في محورها الرئيس مفهوم المعلقات، التي حظيت بمكانة رفيعة إلى الحد الذي يُروى أنها عُلّقت على جدران الكعبة، تقديرًا لقيمتها الأدبية، مؤكدة أن الشاعر في تلك الحقبة كان يُنظر إليه بوصفه صوت القبيلة وحارس ذاكرتها، مما منح الشعر مكانة محورية في الحياة اليومية والاجتماعية.

وفي سياق الحديث عن الشعر كجسر ثقافي، أجابت المحيميد عن سؤال حول مدى تأثير الشعر العربي على جمهور دولي، لاسيما في الأرجنتين، مؤكدة أن الأدب بطبيعته يتجاوز حدود الجغرافيا والزمن، ويمنح المتلقي نافذة لفهم الآخر، مستعرضة تجربتها في مشروعها الأدبي الذي يجمع بين السياحة الثقافية والشعر، من خلال زيارات إلى مواقع تاريخية وشعرية، أبرزها “صخرة عنترة”.

kaidi

وأشارت المحيميد إلى أن تأثرها بالأدب اللاتيني، لا سيما أعمال الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس والروائي إرنستو ساباتو، قد أسهم في تعميق رؤيتها للمكان بوصفه فضاءً وجوديًا، على غرار ما يقدمه الشعر العربي القديم من دلالات للصحراء ومواطن الذكرى والانتماء.

كما سلطت الضوء على مفهوم “الهوية المكانية” في الشعر الجاهلي، مستشهدة بكتاب “المعجم الجغرافي للشعر”، بوصفه مرجعًا يوثق العلاقة بين النصوص الشعرية والمواقع الجغرافية، مشددة على أن هذا النوع من التوثيق الأدبي يكرّس البعد الحضاري للشعر بوصفه حارسًا للزمان والمكان معًا.

وتطرقت المحيميد إلى مشاركتها في مؤتمر الدرعية، حيث ناقشت العلاقة التاريخية بين الشعراء والبيئة الجغرافية في شبه الجزيرة العربية، مؤكدة أن الشعر الجاهلي لم يكن محض خيال، بل تجربة وجدانية نابضة بالواقع والذاكرة.

واستشهدت المحيميد بقول الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار حول البعد الوجودي للمكان في الأدب، لتعزز رؤيتها بأن الشعر يتجاوز الوصف ليشكل علاقة حية مع الجغرافيا والوجدان.

وفي ختام الندوة، ألقت الدكتورة المحيميد قصيدة من روائع الشعر الجاهلي، لتمنح الحضور لحظة وجدانية عميقة، اختزلت من خلالها روح الصحراء العربية وعبق تراثها الشعري، في مشهد تداخلت فيه الأزمنة والثقافات.

يُذكر أن مدينة الرياض تحل هذا العام ضيف شرف على معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب، ضمن مشاركة تشرف عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، في إطار جهود المملكة العربية السعودية الرامية إلى تعزيز حضورها الثقافي على الساحة العالمية، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق