في عالم تتحكم فيه السياسة والاقتصاد بمصير الذهب الأسود، لم يكن صباح الثلاثاء 20 مايو هادئًا على الأسواق العالمية، فقد تراجع النفط تحت ضغط الأحداث، وسط مفاوضات نووية متعثرة وأزمات اقتصادية تهدد عمالقة الطاقة.

طبقا لـ تحيا مصر ، وبين تصريحات متضاربة وأرقام مخيبة، بدأ المستثمرون يتساءلون، هل نحن على مشارف موجة جديدة من التقلبات الحادة في أسعار الطاقة؟

أسعار النفط اليوم العالمي

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعًا طفيفًا في الأسعار اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025، متأثرة بجملة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي أثارت قلق المتداولين والمستثمرين على حد سواء. 

فقد هبط خام برنت بنسبة 0.2% ليسجل 65.39 دولارًا للبرميل، بينما استقرت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند 62.72 دولارًا، ويُعزى هذا التراجع بشكل أساسي إلى الجمود الظاهر في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، إذ أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، أن استمرار الضغوط الأمريكية على بلاده لوقف تخصيب اليورانيوم بالكامل سيجعل من التوصل إلى اتفاق أمرًا مستبعدًا.

تراجع في نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة

بالمقابل، جدد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف موقف بلاده الرافض لأي تسوية لا تشمل وقف التخصيب، مشيرًا إلى أن هذا النشاط قد يُستخدم لاحقًا في تطوير أسلحة نووية، وهو ما ترفضه طهران، مؤكدة سلمية برنامجها النووي.

وفي سياق موازٍ، خيّم التباطؤ الاقتصادي في الصين على أجواء السوق، بعد إعلان تراجع في نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، مما زاد من المخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة، لا سيما من أكبر مستورد للنفط في العالم.

ولم تكن الولايات المتحدة بمنأى عن الأزمات، حيث قامت وكالة "موديز" بخفض التصنيف الائتماني لديونها السيادية درجة واحدة يوم الجمعة الماضي، مشيرة إلى قلق متزايد من تفاقم الدين العام الذي بلغ 36 تريليون دولار، ما أدى إلى مزيد من التوتر في الأسواق العالمية.

الغموض بشأن نتائج المفاوضات الأمريكية الإيرانية

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال التوقعات المستقبلية لأسعار النفط متذبذبة بفعل عوامل عدة، من بينها الرسوم الجمركية العالمية، والغموض بشأن نتائج المفاوضات الأمريكية – الإيرانية، إلى جانب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن موسكو منفتحة على مناقشة مذكرة سلام مع أوكرانيا، معتبرًا أن الجهود السياسية تسير في الاتجاه الصحيح، ما قد ينعكس مستقبلًا على الاستقرار الجيوسياسي وسوق الطاقة.