تستمر أسعار الذهب تحت الضغط بفعل التفاؤل التجاري وارتفاع عوائد السندات، في وقت تترقب فيه الأسواق مؤشرات جديدة من بيانات التضخم وتصريحات الفيدرالي بشأن مسار أسعار الفائدة.
وواصلت أسعار الذهب تراجعها لليوم الثاني على التوالي، مسجلة ثالث انخفاض خلال أربعة أيام، لتسجل أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر دون حاجز 3150 دولارًا للأوقية، وفق ما ذكرت منصة "إف إكس ستريت".

تفاؤل تجاري يضغط على الذهب

يواصل التفاؤل الناجم عن تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين - أكبر اقتصادين في العالم - الضغط على الذهب كملاذ آمن.
وساهم الاتفاق على هدنة تجارية لمدة 90 يومًا في تقليص المخاوف من الركود الاقتصادي داخل الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على خفض قوي لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

هذا التفاؤل دعم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما زاد من تراجع الطلب على المعدن الأصفر غير المدر للعائد.

أداء الدولار الأمريكي وتأثيره على الذهب

رغم الانتعاش الطفيف الذي شهده الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته الأسبوعية، إلا أن مكاسبه المحدودة فشلت في توفير دعم لسعر الذهب.
حتى التدهور الطفيف في شهية المخاطرة العالمية، كما يظهر في ضعف أداء أسواق الأسهم، لم ينجح في جذب مشترين جدد إلى المعدن النفيس.

المسار الفني لأسعار الذهب

يُشير التراجع والإغلاق دون مستوى 3200 دولار للأوقية إلى أن مسار المقاومة الأقل للذهب يظل باتجاه الهبوط.
يتطلع المتداولون حاليًا إلى صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي المرتقبة، وكذلك تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، للحصول على مؤشرات جديدة بشأن مستقبل السياسة النقدية واحتمالات خفض أسعار الفائدة.
اقرأ أيضاً: تراجع أسعار الذهب بعد إعلان الاتفاق التجاري بين أمريكا والصين

استمرار الضغوط بفعل التفاؤل التجاري

أسهم الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير لمدة 90 يومًا في تهدئة المخاوف الاقتصادية، مما سحب الدعم عن الذهب كملاذ آمن.
في ضوء ذلك، خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن وتيرة خفض الفائدة الفيدرالية، إذ أصبحوا يقدّرون خفضًا بأكثر من 50 نقطة أساس فقط هذا العام، مقارنة بتوقعات خفض بأكثر من نقطة مئوية كاملة الشهر الماضي.
وقد ساهم ذلك في رفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى أعلى مستوى له في شهر.

التضخم ومستقبل أسعار الذهب

حذر نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فيليب جيفرسون، من أن الرسوم الجمركية المعلنة والغموض الذي يكتنف السياسة التجارية قد يُعرقلان التقدم المحرز نحو السيطرة على التضخم.

ورغم أن بيانات التضخم الأخيرة أشارت إلى تحسن إضافي نحو هدف الفيدرالي البالغ 2%، إلا أن استمرار المخاطر قد يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن الذهب في الفترة المقبلة.

توقعات فنية لسعر الذهب

من الناحية الفنية، يُنظر إلى كسر مستوى 3200 دولار للأوقية كإشارة سلبية قد تدفع الذهب نحو الدعم الفني بين 3135 و3133 دولارًا.

وقد تؤدي عمليات بيع إضافية إلى دفع الأسعار نحو مستوى 3100 دولار للأوقية، والذي قد يؤدي اختراقه إلى اختبار منطقة الدعم التالية قرب 3060 دولارًا.