انتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم حضور مفاوضات السلام المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول، واصفًا إرساله وفدًا من الصف الثاني بأنه "خطأ كبير". 
وأشار روته إلى أن هذه الخطوة تعكس عدم جدية الكرملين في السعي نحو حل سلمي، مؤكدًا أن "الكرة الآن في ملعب بوتين وأن الضغط كله عليه

زيلينسكي: موسكو غير جادة في السلام

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من غياب بوتين، معتبرًا أن إرسال وفد غير مخول باتخاذ قرارات حاسمة يدل على عدم التزام روسيا بالسلام.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تسعى إلى وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، بينما تطالب موسكو بتنازلات تشمل التخلي عن أراضٍ والتراجع عن الانضمام إلى الناتو، وهي مطالب ترفضها كييف بشدة.

الدور التركي والأمريكي في الوساطة

استضافت تركيا المفاوضات، حيث ترأس وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الاجتماع الذي جمع الوفد الأوكراني بممثلين عن الولايات المتحدة وتركيا. 
ورغم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يحضر شخصيًا، إلا أن وزير الخارجية ماركو روبيو قاد الوفد الأمريكي، مؤكدًا دعم واشنطن لجهود السلام.

الغرب يلوح بعقوبات جديدة

في ظل استمرار العمليات العسكرية، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعد حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا، تشمل تقليص سقف أسعار النفط وتشديد القيود على القطاع المالي الروسي. 
وأكدت أن هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة الضغط على بوتين للانخراط بجدية في مفاوضات السلام.

مستقبل غامض للمفاوضات

تُعد هذه المفاوضات أول لقاء مباشر بين روسيا وأوكرانيا منذ ربيع 2022، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل غياب بوتين وتباين المواقف بين الطرفين. 
ويأمل المجتمع الدولي في أن تسفر هذه الجهود عن تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار، رغم الشكوك المتزايدة حول نوايا موسكو.
غياب الرئيس الروسي عن مفاوضات إسطنبول يثير تساؤلات حول جدية الكرملين في السعي نحو السلام، ويعزز من موقف أوكرانيا والداعمين الغربيين في الضغط على موسكو لتقديم تنازلات حقيقية. 
ومع تصاعد الدعوات لفرض عقوبات جديدة، يبقى مستقبل المفاوضات مرهونًا بتغير في النهج الروسي تجاه الأزمة.