تستضيف مدينة إسطنبول التركية، اليوم الخميس، أول محادثات مباشرة بين  روسيا  وأوكرانيا منذ ربيع عام 2022، في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. 

يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أنطاليا، لتأكيد دعمهم لأوكرانيا، وسط تلويح أوروبي بفرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف قطاعي الطاقة والمال.

زيلينسكي يؤكد استعداد أوكرانيا للتفاوض:

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، أن بلاده مستعدة "لأي شكل من أشكال المفاوضات" مع روسيا، مشددًا على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا مستعدة تمامًا لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات فورية، مضيفًا: "يقع الآن على عاتق الروس التأكد من اتخاذهم الخطوات التالية اللازمة".

بوتين يغيب عن المحادثات ويرسل وفدًا منخفض المستوى:

في خطوة أثارت تساؤلات حول جدية الجانب الروسي، أعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين لن يشارك شخصيًا في المحادثات، بل سيرسل وفدًا بقيادة مستشاره فلاديمير ميدينسكي ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين . 

هذا القرار دفع الرئيس الأوكراني إلى التشكيك في نوايا موسكو، مؤكدًا أنه لن يتفاوض مع أي مسؤول روسي غير بوتين.

ترامب يلوح بعقوبات ثانوية على روسيا:

أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استعداده لفرض عقوبات ثانوية على روسيا إذا لم تُحرز المحادثات تقدمًا ملموسًا. 

ورغم إبدائه اهتمامًا بحضور القمة، أوضح ترامب أنه لن يشارك ما لم يحضر بوتين شخصيًا، مشيرًا إلى أنه أوفد وزير الخارجية ماركو روبيو لتمثيل الولايات المتحدة في المحادثات.

الناتو يؤكد دعمه لأوكرانيا ويبحث زيادة الإنفاق الدفاعي:

في أنطاليا، اجتمع وزراء خارجية دول الناتو لتأكيد دعمهم لأوكرانيا. 

وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ضرورة تحمل أوروبا مسؤولية أكبر عن أمنها في ظل التهديدات الروسية.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول دعم بلاده لطلب الرئيس ترامب بزيادة هدف إنفاق الحلف إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي

تركيا تسعى للعب دور الوسيط:

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن هناك فرصة جديدة لتحقيق السلام بين أوكرانيا وروسيا، معربًا عن أمله في أن تفتح المحادثات المقررة بين الجانبين في إسطنبول "فصلاً جديدًا من العلاقات بينهما" . 

وتسعى تركيا، التي استضافت محادثات سابقة بين الطرفين، إلى لعب دور الوسيط في هذه المرحلة الحساسة.

تُعد محادثات إسطنبول اختبارًا حاسمًا لفرص السلام بين روسيا وأوكرانيا، وسط دعم دولي متزايد وضغوط دبلوماسية متصاعدة. 

ويبقى نجاح هذه المحادثات مرهونًا بجدية الأطراف المعنية واستعدادها لتقديم تنازلات حقيقية لإنهاء الصراع المستمر