الوصية الأخيرة.. سيارة البابا فرنسيس تتحول إلى عيادة متنقلة لأطفال غزة - شوف 360 الإخباري

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوصية الأخيرة.. سيارة البابا فرنسيس تتحول إلى عيادة متنقلة لأطفال غزة - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 09:40 صباحاً

تحولت السيارة البابوية التي استخدمها البابا فرنسيس خلال زيارته التاريخية للضفة الغربية عام 2014 إلى عيادة صحية متنقلة لعلاج أطفال غزة، تنفيذًا لوصيته الأخيرة قبل رحيله في 21 أبريل 2024.

 المبادرة، التي أُعلن عنها عبر وكالة أنباء الفاتيكان ووسائل إعلام دولية مثل نيويورك تايمز والتلفزيون السويدي، جاءت كاستجابة للأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع، حيث يعاني نحو مليون طفل من النزوح وسوء التغذية وانهيار النظام الصحي تحت وطأة الحرب والحصار. 

من سيارة بابوية إلى رسالة أمل 

السيارة، التي كانت هدية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبابا خلال زيارته لبيت لحم، تحمل تاريخًا من الإشارات السياسية والدينية. بعد انتهاء الزيارة، أُهديت للرهبنة الفرنسيسكانية، ثم إلى منظمة "كاريتاس" الخيرية، قبل أن يبارك البابا تحويلها إلى عيادة متنقلة في نوفمبر 2024، وفقًا لوثائق اطلعت عليها نيويورك تايمز. في رسالة موافقة، كتب رئيس الأساقفة إدجار بينيا بارا: "يسرني أن أنقل موافقة قداسته على المشروع، مصحوبة بصلاة لأجل كل من ساهم فيه". 

421.jpeg

السيارة المعدلة ستُجهز بمعدات طبية متكاملة تشمل: أدوات تشخيص سريع للعدوى،  لقاحات ومستلزمات طوارئ، ومواد خياطة الجروح وإمدادات إنقاذ الحياة، كما سيعمل على متنها طاقم طبي (طبيب وممرضة) لتقديم الرعاية في المناطق النائية، بمجرد توفير ممر آمن لدخولها إلى غزة. 

تحديات لوجستية وحصار إسرائيلي 

رغم البعد الإنساني للمشروع، فإن العقبات كبيرة. إذ لم تعلق إسرائيل – عبر جهاز "كوجات" المُنظم لدخول المساعدات – على طلب رسمي بإدخال السيارة، وسط حصار مشدد على غزة منذ أشهر. 

أنطون عصفر، الأمين العام لـ"كاريتاس القدس"، أوضح أن تجهيز السيارة (بما في ذلك تركيب نوافذ مضادة للانفجار) سيستغرق 3 أسابيع، لكن التحدي الأكبر هو "كسر الحصار". بيتر برون، من كاريتاس السويد، أضاف: "هذه السيارة ستصل إلى أطفال محرومين من أبسط حقوقهم الصحية... إنها صرخة ضد النسيان". 

ولم تكن المبادرة منفصلة عن مواقف البابا فرنسيس، الذي وصف الحرب على غزة بأنها "قسوة لا تُطاق" ودعا مرارًا لوقف إطلاق النار. في ديسمبر 2024، قال في خطاب مؤثر: "الأطفال الذين قُصفوا بالأمس ليسوا أرقامًا، بل وجوهًا وأسماءً وقصصًا، كل منهم مقدس". كما أجرى اتصالات مع مسيحيي غزة المحاصرين، وشنّ حملات دبلوماسية للإفراج عن الرهائن وتسهيل وصول المساعدات. 

{adframe width=300 height=250}

السيارة الآن ليست مجرد أداة طبية، بل إرثٌ يمتد بعد رحيله. كما قال الكاردينال السويدي أندرس أربوريليوس: "إنها علامة ملموسة على أن البابا ظل معنيًا بمعاناة أطفال غزة حتى بعد موته". 

422.jpeg

 

نظام صحي منهار وأطفال بلا حماية 

وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، فإن: 

- 90% من أطفال غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. 

- 75% من المستشفيات تعطلت كليًا أو جزئيًا. 

- 50% من السكان يعيشون في خيام مؤقتة. 

في هذا المشهد، تأتي العيادة المتنقلة كحل جزئي لكنه حيوي، خاصة مع تزايد أمراض سوء التغذية والالتهابات بين الأطفال. 

الردود الدولية ومسؤولية المجتمع العالمي 

أثار المشروع تعاطفًا واسعًا، لكنه أيضًا يسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في كسر الحصار. منظمات مثل "اليونيسف" و"منظمة الصحة العالمية" حذرت من مجازر صامتة بسبب الأمراض والجوع، بينما تقف إسرائيل موقفًا متصلبًا أمام ضغوط إدخال المساعدات، في الوقت الذي تحمل سيارة البابا تحولًا جذريًا من رمز ديني وسياسي إلى أداة إنقاذ، تعكس فلسفة البابا فرنسيس في "الإيمان العامل بالمحبة". رحل البابا، لكن سيارته ستظل تزأر ضد النسيان، حاملةً للأطفال جرعات لقاحات، وللعالم رسالة: "الحرب لا تنتصر أبدًا، أما الرحمة فتبني التاريخ". 

kaidi2
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق