في تطور لافت تزامنًا مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، طالبه أكثر من 550 مسؤولًا أمنيًا إسرائيليًا سابقًا بالتدخل الفوري لوقف إطلاق النار في غزة والعمل على إعادة المختطفين الإسرائيليين. 
يأتي هذا التحرك في وقت حساس من التصعيد العسكري، بينما يشير مراقبون إلى تراجع فرص توسيع العملية الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة.

ضغوط إسرائيلية سابقة على ترامب

وفقًا لما نشره موقع "كلاش ريبورت"، وجه مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين رسالة مباشرة إلى ترامب، يحثونه فيها على استغلال زيارته الحالية للمنطقة في الضغط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مع التأكيد على ضرورة إعادة المختطفين المحتجزين في قطاع غزة.
الموقع أكد أن هذه الدعوة جاءت وسط تصاعد في الانتقادات داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشأن استمرار العمليات العسكرية دون تحقيق نتائج ملموسة في ملف الرهائن.

دعوات لاستغلال الفرصة من داخل القيادة الإسرائيلية

وبحسب ما أوردته القناة 13 الإسرائيلية، فإن المسؤول الأميركي الخاص ويتكوف، الذي يرافق ترامب في زيارته، حث خلال اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من القادة الأمنيين على اغتنام الفرص المتاحة لعقد صفقة تبادل أو تفاهم يُفضي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن "فرص توسيع الحملة العسكرية خلال الأيام المقبلة باتت محدودة"، ما يعكس تغيرًا في التقديرات الميدانية والسياسية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

عيدان ألكسندر.. فصل جديد من القضية

وسط هذه التحركات، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تسلم الرهينة الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، والذي وصفته القيادة الإسرائيلية بأنه "آخر رهينة أميركي معروف على قيد الحياة في غزة". 
وقال المتحدث باسم الجيش إن ألكسندر أصبح الآن "في يد قواتنا وتم نقله عبر معبر كيسوفيم إلى الداخل الإسرائيلي".

الرئيس الأميركي ترامب علق على الحادثة قائلًا: "نهنئ والدي عيدان وعائلته على عودته الآمنة، ولن نتوقف حتى نعيد كل الرهائن إلى بيوتهم".

نتنياهو: العودة تمت بفضل الضغط السياسي والعسكري

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الإفراج عن ألكسندر تحقق بفضل الضغط العسكري المكثف الذي تمارسه إسرائيل، إضافة إلى "الدور السياسي الهام" الذي لعبه ترامب في هذا الملف. وأكد مكتب نتنياهو أن "الحكومة ملتزمة بإعادة جميع المختطفين سواء كانوا أحياء أو أمواتًا".
زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط تتحول من جولة دبلوماسية إلى اختبار سياسي وأخلاقي، وسط مطالبات واسعة بالتدخل لإنهاء التصعيد الدموي في غزة، واستعادة المختطفين. 
الضغوط المتزايدة من الداخل الإسرائيلي تضع الرئيس الأميركي أمام خيارين: إحداث اختراق سياسي حاسم أو الاكتفاء بمراقبة الأزمة من بعيد.