محلل سياسي سوداني: الوضع الصحي في السودان يواجه كارثة إنسانية

dostor. 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف مشاركة الارباح

أكد المحلل السياسي السوداني محمد إلياس، أن الوضع الصحي والغذائي في السودان وصل إلى مستويات كارثية نتيجة الحرب المستمرة، مما انعكس بشكل مأساوي على الأطفال، خاصة في مناطق النزاع وسيطرة قوات الدعم السريع. 

وقال إلياس في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إن النزوح الداخلي واللجوء الناتجين عن الحرب، إلى جانب التنقل لمسافات طويلة بين الولايات بحثًا عن الأمان، أديا إلى تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال، مع تسجيل معدلات مقلقة من التقزم ونقص المغذيات الأساسية مثل اليود. 

وأشار إلى أن الأطفال في مناطق الصراع يعانون من انعدام الوصول إلى الغذاء الكافي والمكملات الغذائية الأساسية، خاصة الحليب ومشتقاته، ما يزيد من تفاقم الوضع. 

وأوضح أن النقص الحاد في الإمدادات الغذائية ساهم في رفع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وهو ما يظهر جليًا في الإحصائيات الصادرة عن المنظمات الإنسانية. 

وأضاف إلياس أن احتمالية تفشي أوبئة جديدة في السودان أمر وارد للغاية، بالنظر إلى انهيار النظام الصحي في البلاد. وأكد أن السودان عانى في السنوات الماضية من انتشار أوبئة مثل الكوليرا، وحمى الضنك، والملاريا، بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي. ومع غياب نظام صحي متكامل، أصبح الوضع الحالي ينذر بظهور أوبئة جديدة بسبب نقص الخدمات الصحية الأساسية. 

وأوضح أن الحرب أدت إلى تعطل أكثر من 80% من المؤسسات الصحية في مناطق مثل الخرطوم والجزيرة، وهما أكبر الولايات التي تقدم الخدمات الطبية في السودان. وأكد أن هذا التعطل يشمل المستشفيات ومراكز علاج سوء التغذية، مما يزيد من تفاقم الأزمة. 

القطاع الصحي منهار

وشدد إلياس على أن القطاع الصحي في السودان يواجه نقصًا حادًا في الأجهزة الطبية والأدوية الأساسية، إلى جانب توقف الميزانيات المخصصة لعلاج الأمراض والتصدي لسوء التغذية، ما جعل النظام الصحي عاجزًا تمامًا عن تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين. 

وفي ختام تصريحه، أشار محمد إلياس إلى أن استمرار الحرب يعزز احتمالات تفشي المزيد من الأوبئة، محذرًا من أن السودان قد يشهد كارثة صحية وإنسانية واسعة النطاق إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لدعم النظام الصحي ومواجهة النقص الحاد في الإمدادات الطبية. 

أخبار ذات صلة

0 تعليق