الأربعاء 25/ديسمبر/2024 - 11:47 ص
كشف علماء من جامعة برشلونة الإسبانية جانبًا مظلمًا في أكياس الشاي، حيث احتواء هذه الأكياس على كميات هائلة من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي قد تتسلل إلى الأجسام مع كل كوب.
تحذير عالمي من أكياس الشاي
وحسب ما نُشر في صحيفة هندستان تايمز، أوضح العلماء أن الشاي الذي يُعد مشروبًا مفضلًا للملايين حول العالم، أصبح محور دراسة سلطت الضوء على مخاطر خفية قد تؤدي إلى أضرار صحية كبيرة وتسهم في أزمة التلوث البلاستيكي العالمية.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة برشلونة ونُشرت في مجلة Chemosphere أن أكياس الشاي المتوفرة تجاريًا تطلق مليارات الجزيئات البلاستيكية عند استخدامها في الماء الساخن، حيث ركز الباحثون على ثلاثة أنواع من البلاستيك المستخدم في أكياس الشاي، البولي بروبيلين، النايلون 6، والسليلوز.
ووجد العلماء أن أكياس الشاي المصنوعة من البولي بروبيلين تُطلق نحو 1.2 مليار جزيء بلاستيكي لكل مليلتر، بينما تطلق تلك المصنوعة من السليلوز نحو 135 مليون جزيء، وأكياس النايلون 6 تطلق 8.18 مليون جزيء لكل مليلتر.
تأثير البلاستيك على خلايا الجسم
قام الباحثون بتلوين هذه الجزيئات البلاستيكية وتعريضها لخلايا أمعاء الإنسان لمراقبة التفاعلات، وأظهرت النتائج أن خلايا معينة في الأمعاء امتصت كميات كبيرة من البلاستيك، بل ووصلت بعض الجزيئات إلى نواة الخلايا، مما يشير إلى أن البلاستيك قد يتفاعل مع المادة الوراثية.
وأكد العلماء أن المخاط الهضمي يلعب دورًا رئيسيًا في امتصاص البلاستيك الدقيق ونقله إلى مجرى الدم، مما يعني أن الجسم يتعرض له بشكل مباشر.
أوضح الباحث ريكاردو ماركوس ومؤلفي الدراسة، أن البلاستيك النانوي لديه القدرة على اختراق الحواجز البيولوجية والوصول إلى الدم، حيث يمكن أن يؤثر على أعضاء مختلفة، وأشار إلى أن البلاستيك داخل الخلايا قد يُعطّل وظائف الميتوكوندريا ويتسبب في تلف الحمض النووي، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان.
البلاستيك النووي
وأضاف ماركوس: نحن نتعرض للبلاستيك النانوي في حياتنا اليومية، حتى من أشياء بسيطة مثل تحضير كوب من الشاي، أكياس الشاي هي مجرد مثال واحد على مصادر التعرض للبلاستيك الدقيق، وهناك العديد من الطرق الأخرى التي قد نتعرض من خلالها لهذه الجزيئات.
وتابعت الدراسة عن ضرورة إعادة النظر في المواد المستخدمة في صناعة أكياس الشاي، مع تسليط الضوء على أهمية الحد من استهلاك البلاستيك في حياتنا اليومية، كما يمكن لتوعية المستهلكين بالمخاطر الصحية المرتبطة بالبلاستيك النانوي أن تكون خطوة نحو تقليل تأثيراتها على الصحة والبيئة.
0 تعليق