تستعد دار الإفتاء المصرية لاستضافة مؤتمرها العالمي العاشر خلال الفترة من 12 إلى 13 أغسطس 2025، تحت عنوان “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة ممثلين من أكثر من مئة دولة. يأتي هذا الحدث في وقت حساس تتسارع فيه التغيرات التكنولوجية، ويهدف إلى بحث سبل إعداد مفتي قادر على التفاعل الإيجابي مع هذه التحولات بما يخدم المنظومة الشرعية بشكل مسؤول ومتجدد.

التحول الرقمي يفرض تحديات على العمل الإفتائي

يشهد المجال الإفتائي تحديات متصاعدة بفعل التطورات التقنية والرقمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. ومع تنامي تأثير التكنولوجيا على طريقة تداول الفتاوى وانتشارها، تظهر الحاجة لتأهيل المفتين بأدوات معرفية جديدة تساعدهم على الإفتاء ضمن هذا السياق المستحدث، بما يحفظ الثوابت الدينية ويواكب العصر.

 

وفي هذا الإطار، صرح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بأن المؤتمر يأتي استجابة لمتطلبات المرحلة، ويستهدف ترسيخ معايير علمية جديدة لصناعة المفتي، تضمن قدرته على التعامل الرشيد مع أدوات الذكاء الاصطناعي دون الإخلال بجوهر الرسالة الشرعية.

المؤتمر احتفالية علمية بمرور 10 سنوات على تأسيس الأمانة العامة للإفتاء

يتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى العاشرة لتأسيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي أصبحت مظلة موحدة لعدد كبير من الجهات الإفتائية حول العالم، حيث تضم حاليًا 111 مؤسسة من مختلف الدول، وتسهم بفاعلية في تبادل الخبرات وتطوير الخطاب الإفتائي.

kaidi

محاور المؤتمر: من التكوين العلمي إلى توظيف الذكاء الاصطناعي

ستتضمن جلسات المؤتمر نقاشات متعمقة حول:

إعادة صياغة التكوين العلمي للمفتي بما يتلاءم مع مقتضيات العصر. تحديد الأدوات الرقمية التي يجب أن يتقنها المفتي العصري. وضع ضوابط لاستخدام المنصات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي في إصدار الفتاوى. عرض نماذج وتجارب ناجحة من دول أخرى في تفعيل التكنولوجيا داخل العمل الإفتائي.

وتُعد هذه المحاور فرصة نادرة للمؤسسات الدينية لتطوير آليات عملها وفق أطر علمية متقدمة تعزز من ثقة الجمهور في الإفتاء الإلكتروني وتضمن انضباطه.

الذكاء الاصطناعي: شريك لا بديل عن الاجتهاد البشري

تشير التوجهات العلمية والشرعية إلى أهمية عدم اعتبار الذكاء الاصطناعي بديلًا عن المفتي، بل أداة مساندة تعزز دقته وسرعة تفاعله. وقد أوضحت دار الإفتاء أن الهدف ليس اعتماد الذكاء الاصطناعي كمصدر لإصدار الأحكام، وإنما استخدامه كوسيلة لتسهيل العمل الإفتائي وتنظيم قواعد البيانات وتحسين التواصل مع المستفتين.

حضور دولي ومشاركة وزارية واسعة

من المرتقب أن يشهد المؤتمر حضور نخبة من كبار المفتين، والعلماء، وصناع القرار من دول إسلامية وغربية، إلى جانب ممثلين عن هيئات دولية مهتمة بالتنمية الدينية والرقمية. وستوفر الجلسات بيئة حوار مفتوحة لنقل التجارب وتبادل الرؤى حول مستقبل الفتوى في العالم الإسلامي.

أثر المؤتمر على مستقبل العمل الإفتائي

من المتوقع أن تسفر توصيات المؤتمر عن خطوات تنفيذية واضحة لإعادة تأهيل الكوادر الإفتائية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وربما تدشين مبادرات تدريبية ومنصات تعليمية تفاعلية لهذا الغرض. كما قد يشهد المؤتمر إطلاق بوابات إلكترونية ذكية تديرها الأمانة العامة، بهدف تحسين جودة التواصل مع المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

---