خاض المخرج المصري عمرو سلامة تجربة استثنائية ومختلفة عندما قرر تذوق طعم التمثيل بنفسه، وهي الخطوة التي لم تكن مجرد مغامرة عابرة، بل تجربة غيّرت نظرته بالكامل تجاه الممثلين ومهنتهم. في لقاء إذاعي حديث ضمن برنامج “كلاكيت” على إذاعة نجوم إف إم، تحدّث سلامة بصدق عن هذا التحول، مؤكدًا أن التمثيل ليس كما يبدو من الخارج، بل هو مهنة معقدة ومليئة بالتحديات النفسية والذهنية.

التمثيل من منظور المخرج: تجربة غيرت المفاهيم

قال سلامة خلال الحوار: “التمثيل حاجة مش سهلة أبدًا، وتجربتي في برنامج كاستنج خلتني أفهم الممثلين أكتر، وأدخل جواهم بعمق”. وأوضح أن تجربته القصيرة في التمثيل، وإن كانت محدودة، إلا أنها كانت كفيلة بإحداث تغيير جذري في طريقة تعامله مع الممثلين كمخرج، بعد أن عاش بنفسه الضغوط التي يواجهها الممثل أثناء أداء المشهد.

برنامج “كاستنج”: منصة لفهم أعمق لعالم الممثلين

أوضح سلامة أن مشاركته في تقديم برنامج “كاستنج” لم تكن فقط تجربة إعلامية، بل كانت بمثابة رحلة داخل النفس البشرية للممثل. وأضاف: “البرنامج عرفني على الجانب النفسي والإنساني من حياة الممثلين اللي مكنتش شايفه قبل كده”، مشيرًا إلى أن كثيرًا من معاناة الممثلين تبقى خفية عن صناع العمل، ما يجعل تعاطفه معهم اليوم مختلفًا وأكثر عمقًا.

kaidi

عن أعمال الرعب: الجمهور مستعد بشرط الجودة

تحدث سلامة أيضًا عن نوعية أعمال الرعب التي يتخصص فيها إلى حد كبير، مؤكدًا أن الجمهور المصري لديه استعداد حقيقي لتقبل هذا النوع من الأعمال، بشرط أن تُقدّم باحترافية وبُعد نفسي حقيقي. وأشار إلى أن ضعف بعض التجارب السابقة لا يعني رفض الجمهور للرعب، بل رفضه للسطحية والتقليد.

تصنيفه كمخرج “جدلي”: بين الواقع والانطباع العام

وعن التصنيفات التي تُلصق به كمخرج “جدلي”، أبدى سلامة تفهمه لذلك، لكنه أوضح أن الجدل في كثير من الأحيان ليس هدفًا، بل نتيجة لصراحة الطرح، مضيفًا: “كنت دايمًا أسمع عن إيناس الدغيدي وخالد يوسف ويوسف شاهين إنهم بيقولوا كلام جدلي، ومكنتش فاهم ليه، لكن دلوقتي بقيت في نفس الدائرة”.

مسلسل “ساعته وتاريخه”: واقعية تبتعد عن التزييف

وفي ختام الحديث، تناول سلامة تجربته مع مسلسل ساعته وتاريخه، الذي اعتبره فرصة للعودة إلى الأعمال الواقعية التي تعبّر عن المجتمع دون تزييف. وقال إن بعض الأعمال المعاصرة تبدو “بلاستيكية” وخالية من الروح، في حين أن الجمهور بات يبحث عن الصدق الإنساني والدرامي.

دروس مستفادة من التجربة: لماذا يحتاج كل مخرج أن يختبر التمثيل؟

التعاطف مع الممثل: عندما يخوض المخرج تجربة التمثيل، يكتشف صعوبة الأداء والضغوط النفسية التي لا تظهر أمام الكاميرا. تحسين التوجيه: الفهم العميق لمشاعر الممثلين يساعد في إعطاء توجيهات دقيقة ومحترفة في مواقع التصوير. بناء علاقات صحية: العلاقة بين المخرج والممثل تصبح أكثر إنسانية وتقديرًا بعد تجربة مماثلة.

خلاصة: كيف تغيرت رؤية عمرو سلامة للإخراج بعد التمثيل؟

ما بين البرامج التفاعلية والمسلسلات الواقعية وتصريحات مثيرة للجدل، يثبت عمرو سلامة أن المخرج الذي يعيش تجربة الممثل يمتلك أداة قوية لفهم صناعة الدراما من الداخل. وهو درس مهم لكل صانع محتوى بصري يسعى إلى خلق تجارب واقعية تصل إلى قلب الجمهور.

---