عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القاهرة فجر السبت 10 مايو 2025، عقب زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث شارك في احتفالات الذكرى السنوية لعيد النصر، أحد أبرز المناسبات الوطنية في روسيا. وشهدت الزيارة لقاءً موسعًا جمع السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تناول تعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات.

دلالة رمزية ومواقف دبلوماسية متوازنة

أبرزت مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات عيد النصر حرص مصر على دعم العلاقات التاريخية مع روسيا. وخلال كلمته في اللقاء الموسع، قدّم السيسي التهاني لبوتين والشعب الروسي، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية بين البلدين تستند إلى شراكة استراتيجية شاملة وُقّعت عام 2018، وتشهد تطورًا متسارعًا في عدد من القطاعات الحيوية.

 

من جانبه، عبّر الرئيس بوتين عن تقديره لحضور الرئيس السيسي، مشيرًا إلى عمق العلاقات الروسية المصرية، والتفاهم القائم بين القيادتين بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

kaidi

مشروعات استراتيجية بين القاهرة وموسكو

الضبعة النووي: المشروع الذي تنفذه روسيا في مصر لإنتاج الكهرباء يمثل أحد أعمدة التعاون التكنولوجي بين البلدين. المنطقة الصناعية الروسية: ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي من المتوقع أن تعزز الصادرات وتفتح آفاق عمل جديدة. السياحة: تم الاتفاق على تعزيز تدفق السياح الروس إلى مصر، مع الترويج لمقاصد جديدة داخل السوق الروسي.

اللجنة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي

تناول الزعيمان الاستعدادات الجارية لعقد اللجنة المصرية الروسية المشتركة خلال مايو الجاري. وتُعد هذه اللجنة منصة رئيسية لمناقشة سبل التعاون في قطاعات الطاقة، الأمن الغذائي، الزراعة، التعدين، والصناعة. كما تم الاتفاق على أهمية زيادة التنسيق داخل المنظمات الدولية، وخاصة مجموعة بريكس.

الملفات الإقليمية: دعم مصري للحلول السلمية

ناقش اللقاء تطورات عدة ملفات إقليمية، في مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة. وأوضح السيسي الجهود المصرية المستمرة لوقف إطلاق النار، وإتمام عمليات تبادل الأسرى، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما شدد على أن تحقيق السلام الدائم في المنطقة لا يمكن أن يتم دون تسوية القضية الفلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو 1967.

أعرب بوتين عن دعمه الكامل للمبادرات المصرية، خاصة ما يتعلق بإعادة إعمار غزة، في ضوء مقررات القمة العربية الاستثنائية بالقاهرة في مارس 2026.

مواقف مشتركة من أزمات المنطقة والعالم

شمل الحوار بين الزعيمين تقييمًا شاملًا للأزمات الجارية في سوريا، ليبيا، السودان، فضلًا عن التطورات المستمرة في الأزمة الروسية الأوكرانية. وأكد السيسي موقف مصر الثابت القائم على ضرورة تفعيل الحلول الدبلوماسية والنأي عن التصعيد العسكري، تعزيزًا للاستقرار الإقليمي والدولي.

خاتمة: زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المصري الروسي

تؤكد زيارة الرئيس السيسي إلى موسكو أهمية تعزيز الدور المصري في الملفات الدولية، وتوسيع قاعدة الشراكات الاستراتيجية مع القوى الكبرى. وفي ظل ما يشهده العالم من تغيرات، تأتي هذه الزيارة لترسّخ رؤية مصر المتزنة القائمة على التوازن والتعاون متعدد الأطراف، بما يخدم مصالحها الوطنية ويعزز استقرار المنطقة.