أعلن البيت الأبيض عن إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وصفت بأنها كانت “جيدة ومثمرة للغاية”، حيث ناقش الطرفان آخر مستجدات الوضع في أوكرانيا، وسط استمرار النزاع المسلح مع روسيا.

مضمون الاتصال بين ترامب وزيلينسكي

جاء في التصريحات الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض أن ترامب عبّر خلال المكالمة عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا يمتد لمدة ثلاثين يومًا. وأشار إلى أن ذلك الاتفاق قد يُبرم خلال الأسبوع المقبل، دون تقديم تفاصيل إضافية حول آلية التوصل إلى هذا الاتفاق أو الضمانات التي يمكن أن تضمن تنفيذه.

 

الاتصال يأتي في وقت تشهد فيه الساحة الأوكرانية تصعيدًا ميدانيًا، في ظل الغموض الذي يكتنف موقف الإدارة الأمريكية حاليًا من النزاع، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 والتي يُتوقع أن يلعب الملف الأوكراني دورًا محوريًا فيها.

عدم وجود لقاء مرتقب مع بوتين

من جانب آخر، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت وجود أي نية لعقد لقاء مباشر بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارتهما المقبلة لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن جدول الأعمال لا يتضمن أي اجتماع رسمي أو غير رسمي بين الزعيمين.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن تداولت تقارير إعلامية احتمالية عقد لقاء في إحدى دول المنطقة، وهو ما نفته ليفيت بشكل قاطع، مشيرة إلى أن ترامب يركز في الوقت الحالي على دعم الجهود الدبلوماسية لوقف القتال وتخفيف التصعيد، لا على اللقاءات الثنائية.

kaidi

تحليل الموقف الأمريكي والنية السياسية

يشير هذا الاتصال إلى محاولة واضحة من ترامب لتأكيد حضوره السياسي والدولي، رغم خروجه من المنصب، خصوصًا في ظل تزايد الانتقادات الموجهة للإدارة الحالية بسبب إدارتها لملف الأزمة الأوكرانية.

ومن المتوقع أن يثير إعلان ترامب هذا تفاعلاً واسعًا، خاصة مع اقتراب موسم الحملات الانتخابية، حيث يسعى لاستعادة صورته كرجل سلام قادر على التفاوض مع القادة العالميين، مقارنة بموقف الإدارة الحالية التي تواجه صعوبات في كبح جماح التصعيد.

 

خلفية حول الأزمة الروسية الأوكرانية

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، لم تنجح أي من محاولات التهدئة السابقة في وقف دائم لإطلاق النار. ورغم الوساطات المتعددة من أطراف دولية، لا تزال المعارك محتدمة، مع خسائر بشرية ومادية جسيمة، وتحذيرات من تداعيات إنسانية متفاقمة.

وتعد هذه المكالمة، إن ثبت نجاحها في دفع الطرفين لوقف إطلاق النار، تحولاً مهماً في مسار الأزمة، لكنها في الوقت نفسه تطرح تساؤلات حول قدرة ترامب على التأثير الفعلي في قرارات دولية بهذا الحجم وهو خارج السلطة التنفيذية.

توقعات المرحلة القادمة

احتمالية إطلاق مبادرة لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل. زيادة التفاعل الدولي مع المكالمة وما قد تنبثق عنها من تحركات سياسية. ترقب لموقف روسيا الرسمي بشأن ما جاء في الاتصال. تأثير محتمل على الحملات الانتخابية الأمريكية ومواقف المرشحين من الملف الأوكراني.

خلاصة

المكالمة بين ترامب وزيلينسكي قد تمثل خطوة رمزية مهمة في مسار تهدئة النزاع الروسي الأوكراني، لكن نجاحها يعتمد على موقف روسيا واستعدادها للانخراط في اتفاق فعلي. في الوقت ذاته، يعكس هذا التحرك رغبة ترامب في إبراز دوره على الساحة الدولية، وهو ما قد يعيد ترتيب أوراق السياسة الأمريكية الخارجية في المرحلة المقبلة.