ديكتاتورية الجغرافيا تعيد روسيا للبحث عن "يوم النصر" في القرن الـ21 - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديكتاتورية الجغرافيا تعيد روسيا للبحث عن "يوم النصر" في القرن الـ21 - شوف 360 الإخباري, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 08:15 صباحاً

لافتات تجسّد "نداء الوطن الأم" للنهوض وقتال الأعداء، وآليات عسكرية منها ما يعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، وربما إذا استعرضنا تاريخ أحداث اليوم مع الصور الواردة من الساحة الحمراء لقلنا إن التاريخ يعيد نفسه.

في التاسع من أيار/مايو من كل عام تحتفل موسكو بذكرى انتصارها على النازية في الحرب الكبرى، وكانت طلائع هذا الانتصار معركة ستالينغراد.

وفي الذكرى نفسها قبل عامين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ "هذا أمر لا يصدّق لكنّه حقيقي. نحن مهدّدون مجدّداً بدبابات ليوبارد ألمانية". وبعد ذلك بعام واحد أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف أن الدبابات الروسية قادرة على الوصول إلى ساحة مبنى "الرايخستاغ"، رداً على ظهور مدرعات ألمانية ضمن الوحدات الأوكرانية في كورسك.

وفي الحرب العالمية الثانية كان الجيش الأحمر هو أول من دخل برلين ورفع العلم السوفياتي فوق مبنى الرايخ النازي (الرايخستاغ)، الذي هو اليوم مبنى البرلمان الألماني أو "البوندستاغ".

إضافة إلى كل هذا يقول زعيم الكرملين إن قواته دخلت أوكرانيا لمحاربة "النازية الجديدة"، وهي الدولة التي كانت من ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي وشهدت بدورها معارك طاحنة.

بالنظر إلى هذه الخريطة تظهر روسيا كمن أصيب بـ"ديكتاتورية الجغرافيا". تسليح أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى وعتاد حديث إلى جانب العقوبات الاقتصادية وتوسيع خريطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجعل موسكو ترى نفسها أنها أمام "بارباروسا" جديدة، لكن مع فارق أساسي أن شركاء انتصار عام 1945 باتوا مصنفين على أنهم أعداء اليوم.

الباحث ومدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، يوصّف الواقع أعلاه بالقول: "ما إن وضعت الحرب (العالمية الثانية) أوزارها حتى عاد الغرب الجماعي إلى مشروع الاحتواء، لذلك ترى القيادة الحالية أن انقلاب المواقف الغربية ليس مفاجئاً، بل حلقة متكررة في صراع ممتد". و بناءً على ذلك تصوغ موسكو مطالبها الأمنية مثل تجميد توسع الناتو، ومنع البنية التحتية الهجومية في أوكرانيا "بوصفها استعادة لتوازن 1945 لا عدواناً جديداً".

 

{adframe width=300 height=250}

تقاطع المصالح القومية

وفي الذكرى الثمانين يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى جانب بوتين، ومن المفارقات التاريخية أن الدولتين شهدتا عداوة كادت تنفجر حرباً نووية في ستينيات القرن الماضي، وحالة العداء السياسي والاقتصادي مع واشنطن جعلتهما حليفين. ولمناسبة مرور 25 عاماً على توليه الحكم، تناول بوتين الطابع "الاستراتيجي" للشراكة مع بكين، مؤكداًَ أن "مصالحنا القومية تتقاطع". 

وفي هذا الصدد يوضح بريجع، في حديث لـ"النهار"، أن القيادة الروسية "تقدّم مفهوم التحالف المرن لا التحالف الصلب". ويشرح أن الصين شريك استراتيجي، وأن "الفكرة ليست البحث عن درع عسكرية أجنبية بل خلق عمق اقتصادي وسياسي يجعل العزلة الكاملة مستحيلة، ويضغط على إرادة الدعم الغربي". بمعنى آخر، يوضح الباحث الروسي مقصده بأن الشراكة الاستراتيجية مع الصين تؤمّن لروسيا "عمقاً استهلاكياً ولوجستياً يتجاوز أيّ منفذ أوروبي"، ومن شأن هذه الشراكة أيضاً أن تفتح سوقاً للتقنيات "الثنائية الاستخدام من الشرائح الإلكترونية إلى الذكاء الاصطناعي". وما كان في ستينيات القرن الماضي "محور صراع أيديولوجي صار اليوم رافعة لإعادة تنظيم سلاسل القيمة العالمية بعيداً عن هيمنة الدولار ونظام سويفت".

 

بوتين وشي خلال حفل الترحيب قبيل اجتماعهما في الكرملين. (ا ف ب)

بوتين وشي خلال حفل الترحيب قبيل اجتماعهما في الكرملين. (ا ف ب)

قرون من الحروب

وفي سياق الأجواء التي تحيط موسكو والكرملين بعد ما يزيد عن ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا، التي بدورها كانت تشكّل أحد مسارح "الجبهة الشرقية" في الحرب العالمية الثانية، فإنه عندما يتحدث الروس عن تاريخهم الطويل مع الحروب والغزوات وتحديداً منذ القرن الثالث عشر مع هجمات المغول والتتار على موسكو، ينتابهم نوع من الفخر بأن بلادهم لم تخسر حرباً على الرغم من الأثمان الكبيرة التي دفعتها. ومعركة اليوم لا تختلف عن سابقاتها، فلا سبيل للانتصار في مواجهة أي خطر خارجي إلّا بالوحدة الداخلية. ووفقاً لذلك فإن مناسبة "يوم النصر" وإرثه التاريخي ضد النازية، تشكّل جوهر سردية الكرملين الذي يؤكد أن الحرب ضد أوكرانيا هي امتداد للنزاع ضد "ألمانيا النازية". 

وفي هذا السياق، يقول مدير وحدة الدراسات الروسية إنّ "الدرس المستخلص من الحرب الوطنية العظمى هو أن التفوّق الغربي في رأس المال والتكنولوجيا يمكن تعويضه بتكامل الجغرافيا والقدرة على التضحية المجتمعية، وفي هذه النقطة تحديداً تقوم الهوية الروسية على استيعاب الألم وتدويره إلى قوة دفع تاريخية". ويستطرد، أنه بهذا المعنى تصبح الحرب الحالية جزءاً من مسار يمتد خمسة قرون، تثبت فيه موسكو أن "الهزيمة النهائية مستحيلة ما دامت قادرة على تحويل كل ضربة إلى فرصة" لإعادة إنتاج ذاتها كقوة كبرى.

kaidi2
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق