في تقرير بيئي مقلق يسلّط الضوء على مخاطر متزايدة تهدد الصحة العامة، تم الكشف عن أكثر بؤر بكتيرية على الشواطئ الأميركية، تمتد عبر السواحل الشرقية والغربية، وتشمل أيضًا شواطئ بورتوريكو وهاواي. والتقرير الذي أعدته جهات بيئية مستقلة، يشير إلى أن هذه الشواطئ، ورغم كونها محطات ترفيهية محورية ومهمة للمجتمعات المحلية، أصبحت مهددة بمستويات خطيرة من التلوث البكتيري، ما قد ينعكس سلبًا على صحة مرتاديها.

وقد أصدرت مؤسسة "سيرفرايدر" مؤخرًا تقريرها الخاص بـ"المياه النظيفة لعام 2024"، والذي يُصنف الشواطئ الأمريكية التي تعتبر بؤرًا رئيسية للبكتيريا، وذلك بهدف زيادة الوعي بقضايا جودة المياه التي تؤثر على الصحة العامة. حيث يُصنف شاطئ كاهالو في أواهو، هاواي، بنسبة بكتيريا عالية تصل لـ92% حيث تعتبر هذه "البؤرة الأولى للبكتيريا" بحسب ما جاء بالتقرير. 

فيما يشير التقرير إلى أن هذا المعدل يعني أن 92% من العينات المأخوذة من شاطئ كاهالو لم تستوف كذلك معايير الصحة الحكومية للمياه الترفيهية، حيث يأتي بالمرتبة الثانية جدول وايكومو في كولوا لاندينغ في بويبو، هاواي، وذلك بمعدل بكتيريا مرتفع يبلغ 90%.

ويعزو التقرير هذا التلوث الخطير إلى عدد من العوامل البشرية والطبيعية، أبرزها مياه الأمطار التي تحمل معها مخلفات متعددة من الأسطح الحضرية، بالإضافة إلى الصرف الزراعي والصناعي وتسرب مياه الصرف الصحي، بما في ذلك المياه الخام غير المعالجة في بعض الحالات. ويقول التقرير إن هذه المصادر تخلق "خليطًا سامًا من الملوثات" يتضمن غبار الطرق، الزيوت، نفايات الحيوانات، الأسمدة، والمواد الكيميائية الأخرى، وكلها تجد طريقها إلى مياه الشواطئ.

وكان لدى فرقة عمل المياه الزرقاء (BWTF) 60 في عام 2024، مختبرًا حيث تُعالج أكثر من 10 آلاف عينة مياه من 604 مواقع لتحليل جودة المياه. بالإضافة إلى هذا قد استعانت مؤسسة "سيرفرايدر" بمتطوعين لاختبار الشواطئ غير المشمولة بالتغطية، وكذلك مراقبة مصادر التلوث المحتملة وأظهرت نسبة صادمة بلغت 80% من الشواطئ والمواقع التي تم اختبارها، نتائج عالية من حيث البكتيريا، متجاوزةً بذلك المعايير الصحية للولاية.

وأوضح موقع "سيرفرايدر" الإلكتروني أنه "في "سيرفرايدر": "نؤمن بحق الجميع في الحصول على مياه نظيفة لركوب الأمواج والسباحة واللعب.. وذلك لطالما كان تحسين جودة المياه الساحلية من أهم الأولويات وذلك منذ تأسيس مؤسسة سيرفرايدر عام 1984".

إلا إنه سوف يُلغي اقتراح ميزانية الرئيس للعام المقبل السنة المالية 2026 جميع التمويلات المخصصة لبرنامج منح قانون الشواطئ التابع لوكالة حماية البيئة، والذي يهدف إلى تمويل برامج مراقبة جودة مياه الشواطئ والإخطار العام بـ35 ولاية ومنطقة ساحلية، ما قد يغفل العائلات تمامًا عن مشاكل التلوث في شواطئ أمريكا.

ورغم هذه التحذيرات، لا تزال بعض هذه الشواطئ تستقبل الزوار يوميًا، ما يزيد من أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي وتكثيف الجهود للحد من مصادر التلوث. كما دعا التقرير إلى تعزيز مراقبة جودة المياه، وتطوير أنظمة الصرف، وتبني سياسات أكثر صرامة للحد من الملوثات الزراعية والصناعية، إضافة إلى تحديث البنية التحتية الخاصة بمياه الصرف الصحي.