يبحث الريان والغرافة عن انعاش ذاكرة الألقاب بعد غياب، عندما يلتقيان في المباراة النهائية للنسخة الثالثة والخمسين من كأس أمير قطر لكرة القدم السبت على استاد خليفة الدولي.

وعاش الفريقان قحط الكأس فترة طويلة، حيث يعود آخر تتويج للغرافة للعام 2012، فيما كان الأخير للريان في العام التالي 2013.

ويحفظ تاريخ البطولة صراعا مباشرا في العرض الأخير بين الطرفين بست مواجهات نهائية بدأت عام 1996، تقاسم خلالها كل طرف الفوز في ثلاث مناسبات ما يجعل الموعد الجديد السابع لفض الشراكة.

ويبدو كل طرف في أفضل حال فني ومعنوي بعد مشوار راق، اقصى خلاله الغرافة فريق السد بطل الثنائية (الدوري وكأس قطر) والأكثر تتويجا باللقب برقم قياسي (19 مرة) بركلات الترجيح 5-4 بعد التعادل 2-2 في ربع النهائي، قبل أن يتجاوز أم صلال 4-2 بعد التأخر بهدفين في نصف النهائي ليحجز مقعد العرض الأخير.

وأبعد الريان منافسا شرسا بحجم الدحيل وصيف الدوري الذي كان ينظر للكأس على أنها تعويض لإهدار لقب الدوري في الأمتار الأخيرة، وبذات نتيجة فوز الغرافة على السد.

وفي نصف النهائي لم يحد الرهيب الكثير من العناء في تجاوز الأهلي 3-0 ليبلغ النهائي.

ويقول البرتغالي بيدرو مارتينيس مدرب الغرافة "قلت منذ انطلاقة المنافسة ان الوقت قد حان كي نتوج بلقب (لم يفز بشيء طيلة ثلاثة مواسم مع فريقه)، قدمنا مستويات طيبة للغاية، وتبقى الخطوة الأخيرة".

لكنه استطرد "المهمة بطبيعة الحال لن تكون سهلة، فالمنافس متعطش أيضا ويرغب بالتتويج، ويملك المقومات لا شك، وبالتالي نعرف ان علينا تدوين ظهور استثنائي كي نحقق هدفنا".

تابع "متفائل، طبعا. لقد أظهرنا تحسنا كبيرا، تركيزا، جرأة، والأهم من ذلك القدرة على التعامل مع منافسين أقوياء، فالفوز على السد كان أفضل (فيتامين) حصلنا عليه خلال مشوارنا".

التاريخ لا يرحم الرهيب 

الريان والغرافة (وكالات)

kaidi

في معسكر الريان، ثمة تفاؤل مشوب بحذر لعنة تاريخ سابق في التعامل مع النهائيات، فالفريق بلغ العرض الأخير من قبل 18مرة، لكنه خسر الكأس في 12 منها  فبات صاحب رقم قياسي سلبي.

ولا يمكن أن تتم مقارنة الصورة التي كان عليها فريق المدرب البرتغالي ارتور جورج في كاس الأمير، بتلك الشاحبة في الدوري ودوري أبطال النخبة القارية.

وتجلت الشخصية القوية عند التأخر أمام الدحيل بهدفين، ثم تقليص الفارق قبل العودة في الدقائق الست الأخيرة وفرض التعادل ثم الفوز بركلات الترجيح.

ويقول جورج "ما يشعرني بالثقة ان النسق تصاعدي بشكل مذهل، اللاعبون يقدمون مستوى طيبا للغاية، ومركزون جدا في الخطوة الأخيرة التي لن تكون سهلة بالمرة امام منافس ظهر هو الأخر بصورة مغايرة".

وأضاف "أشعر اننا قادرون على تحقيق هدفنا. والجميع متحمس لخوض التحدي، والدوافع كبيرة، والتتويج سيمدنا بجرعات كبيرة، سيجعل مستقبلنا أفضل، وسنعمل بهدوء في الموسم المقبل وبدون ضغوط".

تابع "أعرف قيمة البطولة وأدرك أن وراء الكأس ضمان مشاركة قارية ثانية في بطولة النخبة ذات المستوى العالي الذي نحب أن نلعب فيه، لكن وجب علينا ان ننجز المهمة".

التعويل يبدو في الريان كبيرا على البرازيلي روجر غيديش، هداف الدوري (21) وهداف المسابقة (4)، عراب العودة امام الدحيل بهدفي التعديل، فكلما كان حاضرا يكون الريان في اوج توهجه.

وساعد التحسن اللافت لمستوى الباراغوياني آدم باريرو في مد الريان بالمزيد من الفعالية في الخط الأمامي، وظهر ذلك في نصف النهائي امام الأهلي عندما سجل ثنائية قبل هدف غيديش من ركلة جزاء.

لكان على الجهة المقبلة، هناك عناصر خبيرة في الغرافة تجيد التعامل مع التحديات على غرار الجزائري الدولي السابق ياسين إبراهيمي، الى جانب نجم ريال مدريد الإسباني السابق خوسيلو، دون اغفال دور التونسي فرجاني ساسي. أما المفاجأة السارة فكانت في محمد مونتاري صاحب الهدف الوحيد للعنابي في مونديال قطر، عندما قاد الفهود لتجاوز محطة أم صلال 4-2 رغم التأخر بهدفين.

في المواجهات المباشرة في البطولة بشكل عام، التقى الطرفان في ثلاث عشرة مناسبة، حقق الريان الفوز في خمس مباريات وانتصر الغرافة في 4 مواجهات، وتعادل الفريقان 4 مرات وسجل الريان 18 هدفا وسجل الغرافة 19 هدفا.

وكان الغرافة قد بلغ النهائي 13 مرة وتوج باللقب في سبع مناسبات في الأعوام 1995، 1996، 1997، 1998، 2002، 2009، و2012، فيما  الريان الريان النهائي 19 مرة وتوج بستة كؤوس اعوام 1999، 2004، 2006، 2010، 2011، و2013.