نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هاني شاكر: لم أندم على شيء… ولو عاد بي الزمن لاخترت الحياة نفسها - شوف 360 الإخباري, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 02:10 صباحاً
في زمنٍ تزداد فيه سرعة الإيقاع وتبهت فيه التفاصيل، يبقى صوت هاني شاكر واحة من الحنين، يحملنا إلى أيامٍ تحفظها القلوب قبل الذاكرة. هو ليس مجرد فنان، بل رفيق دربٍ طويل في وجدان أجيال تعلّقت بكلماته، وتمايلت على ألحانه، وبكت مع نبرات صوته الصادق.
هاني شاكر ليس فقط "أمير الغناء العربي"، بل هو صوت العاطفة الصافية، ومرآة لمشاعر الناس في لحظات الحب والانكسار، الفرح والدمعة. ومنذ بداياته، نشأت بينه وبين الجمهور علاقة استثنائية، فيها من الوفاء بقدر ما فيها من الشغف، علاقة لم تبهت رغم تبدّل الأزمان.
في هذه المقابلة مع جريدة النهار، نفتح معه صندوق الذكريات، ونستعيد حكاية العشق الكبير بينه وبين لبنان، ونغوص في عمق وجدانه، حيث تختلط الذكرى بالوفاء، والصوت الأصيل بالأمل المتجدّد. نتحدث عن الماضي الذي لا يُنسى، عن فن يتطوّر دون أن يتنازل، عن العائلة، وعن مشاريع فنية قادمة تحفظ النغمة وتكمل المسيرة
.
ما سبب هذا العشق المتبادل بينك وبين الجمهور اللبناني؟
هذا العشق أودعه الله في قلبي وقلوب الجمهور اللبناني منذ بداياتي الفنية. فأول بلد سافرت إليه وقدّمت فيه حفلاً كان لبنان، وكان ذلك برفقة الفنان العظيم فريد الأطرش والفنانة العظيمة شادية. وكانت تلك أول حفلة أُحييها خارج مصر. ومنذ اللحظة الأولى، وُلد هذا التوافق وهذا الحب، الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا. ورغم أنني لم أزر لبنان في الفترات الماضية من حياتي، إلا أنني أشعر بأنني ما زلت حيًّا في قلب كل لبناني
في عزّ الحرب هاني شاكر كان مصراً على الوقوف بجانب لبنان، واليوم هو أول الفنانين العرب الداعمين لعودة الحياة إلى لبنان. ماذا يعني لك لبنان في الذاكرة الوجدانية؟
لبنان هو عشقي الأول وحبي الأول. إن ارتباطي بلبنان ليس مجرد ارتباط بشعب أحبه، بل هو علاقة وجدانية عميقة. فحتى في الفترات التي غبت فيها عن لبنان، لم يغب عن بالي لحظة. لقد بلغت محبتي له حدًّا جعلني أُقيم حفلات فيه حتى في أوج الحرب خلال الثمانينيات، ولم أتردد يوماً، حتى في أوقات الحرب، في أن أغني على أرض لبنان.
الفن اليوم تغيّر، ونلاحظ حرص هاني شاكر على مواكبة حتى جيل الشباب من الناحية الفنية، كيف تقيم هذا التغيير في الفن؟
لا بدّ للفنان أن يُجدّد جلده الفني ويُنوّع في الأنماط التي يُغنّيها. فالتجديد ضرورة، سواء من حيث الكُتّاب أو المُلحّنين، لأن في هذا التنويع نكسب جمهوراً جديداً، ونحظى بشعبية مختلفة عمّا اعتاده الناس. إن التواصل بين الأجيال الفنية المتعاقبة يُرسّخ محبة الفنان في قلوب الجمهور، ويجعله قريباً من مختلف الأعمار والفئات. فالتجديد أمر بالغ الأهمية، إذ لا ينبغي لأحد أن يبلغ مرحلة أو نوعاً فنياً معيّناص ثم يتوقف عنده.
ما هي المشاريع الفنية التي ف تحضّرها؟
هناك تحضيرات عديدة مع اقتراب فصل الصيف، تتنوع بين إطلاق أغانٍ جديدة وإحياء حفلات في لبنان وخارجه. لدي حفل مرتقب في لاس فيغاس، إلى جانب مجموعة من الحفلات التي أعمل على تنظيمها بالتعاون مع مدير أعمالي، السيّد خضر عكنان، سواء داخل لبنان أو خارجه.
بعد سنوات من لمس تفاعل غير عادي مع أغنياتك وأرشيفك الفني، ما هي الأغنية التي تحمل لمسة قلبية خاصة لدى هاني شاكر عند أدائها؟
هناك أغنية لا يختلف عليها الجمهور، وكلّما غنّيتُها أشعر بأنها تتجدّد في وجداني. إنها أغنية "هو إنت لِسّه بتسألي"، من كلمات منصور الشادي وألحان حسن أبو السعود. وهي من الأغاني التي يُطلب منّي دائماً أن أؤدّيها في الحفلات، ولا بدّ لي من غنائها. وفي كل مرة أؤديها، أشعر وكأنني أغنّيها للمرة الأولى.
من هو الملحن الذي ترغب في تجربة التعاون معه؟
ليس هناك اسم معيّن أو جيل محدّد من الملحنين أفضّله، فأيّ شخص يقدّم لي لحنًا جميلًا، يُلامس إحساسي وأقتنع به، وأشعر بأنه سيصل إلى الجمهور، سيكون بالنسبة لي الخيار الأول دون تردد.
هل يمكن أن يكون هناك مشروع غنائي على شكل "تتر" في المسلسلات أو رمضان 2026؟ حتى لو كان الحديث باكراً عن هذا الأمر، ولكن هل ترحب بهذه الفكرة؟
ولِمَ لا؟! إن عُرض عليّ عمل مناسب، فسيكون الأمر جميلاً. أنا لستُ رافضاً لهذا الموضوع، فمنذ بداياتي كنت من أوائل المطربين الذين أدّوا تترات المسلسلات. وإن وُجد ما يُقنعني، فلا مانع لدي على الإطلاق.
العائلة ثم العائلة ثم العائلة... ما هي رسالتك إلى عائلتك الصغيرة؟
هم سبب سعادتي واستمراري في النجاح على درب الفن؛ نهلة وشريف وأحفادي مجدي ومليكة ودينا. حفظهم الله، فهم السند الحقيقي لي، ومن خلال دعمهم أواصل عطائي الفني بكل قوة.
لو عاد بك الزمن إلى الوراء، فما الذي كنتُ ستغيره في حياتك؟
أنا كالصعيدي الذي جاء ليتزوج زوجته، فاختارها هي ذاتها. كنتُ سأختار حياتي كما هي، فأنا سعيد بها بكل ما فيها من حلو ومرّ.
وفي النهاية، هم الناس المحيطون بي والمقربون إليّ الذين خفّفوا عني كل مصاعب الحياة. وأتمنى أن أكون سبباً في سعادة كل من حولي.
0 تعليق