نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل تسمح لمزيد من الفلسطينيين بمغادرة غزة... وتساؤلات عن العلاقة بخطة ترامب - شوف 360 الإخباري, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 11:10 مساءً
على مدى أكثر من عام، منعت السلطات الإسرائيلية عايد أيوب من الفرار من الجوع والحرب في غزة مع أسرته للحصول على زمالة أكاديمية في فرنسا، لكنه غادر القطاع أخيرا في الشهر الماضي بعد أن خففت إسرائيل قبضتها على الحدود على نحو غير متوقع.
كان أيوب وزوجته وأطفالهما الأربعة من بين نحو 1000 فلسطيني غادروا غزة بعد تخفيف القيود في الأشهر القليلة الماضية. وتبين من مقابلات أجريت مع سكان غزة الذين غادروا ودبلوماسيين أجانب أنهم خرجوا من القطاع بحافلات، قبل السفر جوا لأوروبا وأماكن أخرى.
وقال أيوب، وهو مهندس يبلغ من العمر 57 عاما: "الوضع في قطاع غزة لا يطاق". كان أيوب قد حصل على الدكتوراه والماجستير من إحدى الجامعات الفرنسية بعد انتقاله إليها في أوائل العقد الأول من القرن الحالي. وكانت عودته إلى فرنسا ضمن مجموعة من 115 شخصا من غزة قبلتهم باريس في نيسان/أبريل الماضي.
وصارت المغادرة تتطلب تقديم طلب من حكومة أجنبية إلى إسرائيل، ولا تزال أعداد الطلبات قليلة نسبيا.
ولم يتسن لرويترز تحديد سبب سماح إسرائيل الآن بمغادرة المزيد من الفلسطينيين من غزة، والذي يأتي في وقت يتزايد فيه الاحتجاج الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية هناك. غير أن تخفيف القيود يتوازى مع هدف الحكومة الإسرائيلية المعلن بتسهيل إعادة توطين سكان غزة في بلدان أخرى.
وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الحديث عن إعادة التوطين الجماعي للفلسطينيين خارج غزة يساعد في حشد دعم الحلفاء من تيار اليمين المتطرف الذين يعارضون التوصل إلى هدنة أخرى مع "حماس" ويريدون العودة لإنشاء مستوطنات يهودية هناك.
ووصف وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل مغادرة سكان غزة في الآونة الأخيرة إلى دول أوروبية بأنها محاولة لإخلاء قطاع غزة مؤقتا وبشكل طوعي للسماح بإعادة إعماره، وهي عملية قال إنها مستوحاة من دونالد ترامب.
وكان الرئيس الأميركي الجمهوري قد اقترح تطوير القطاع بتحويله إلى منتجع ساحلي بدون الفلسطينيين.
وقال أربيل في الأول من نيسان/أبريل بعد إشرافه على مغادرة رحلة جوية تنقل سكانا من غزة إلى ألمانيا: "أشكر الرئيس ترامب على تفكيره في هذه المبادرة المهمة... معا، وبتضافر جهودنا، سنحول هذا المكان إلى جنة. دعونا ننجح بعون الله".
ولم يرد المتحدث باسمه على طلب للتعليق. وبعد عملية الإجلاء التي كانت أسرة أيوب جزءا منها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا لا تزال تعارض التهجير القسري لسكان غزة. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن فكرة ترامب قد تصل إلى حد التطهير العرقي.
وعلى الرغم من تصريحات أربيل، قال خمسة مسؤولين إسرائيليين لرويترز إن تخفيف القيود لم يكن استجابة مباشرة لاقتراح ترامب بشأن غزة أو جزءا من أي خطة من هذا القبيل. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن إسرائيل لا تحاول تقليل عدد سكان غزة، بل تستجيب لطلبات متزايدة من الدول التي تسعى إلى مساعدة الناس على الوصول إلى وجهة آمنة.
تاريخ عالق في الأذهان
بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، فإن فرصة الخروج تعيد للأذهان ذكريات تاريخ سلب أراضيهم. وقال أيوب وآخرون ممن غادروا في الآونة الأخيرة لرويترز إن مغادرتهم مؤقتة فقط. ومع ذلك، خلص استطلاع رأي فلسطيني أجري مؤخرا إلى أن ما يقرب من نصف سكان غزة تقريبا يفكرون الآن في المغادرة، وذلك بعد أن أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 19 شهرا إلى تدمير معظم القطاع ونزوح غالبية سكانه واعتمادهم على إمدادات المساعدات الآخذة في التناقص.
وتفاقمت حدة الضغط على سكان غزة بسبب السياسات المتبعة منذ أن خرقت إسرائيل في الثاني من آذار/مارس وقف إطلاق النار الهش الذي استمر ستة أسابيع، حتى في الوقت الذي يضغط فيه الوسطاء الأميركيون والعرب من أجل إنهاء الحرب.
وزادت احتمالات حدوث مجاعة نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ شهرين على جميع شحنات المساعدات في غزة. وجددت حملة القصف، مما أسفر، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن مقتل 464 شخصا الأسبوع الماضي. وشنت هجوما بريا "مكثفا" جديدا أمس الأحد، وذلك بعد يومين من اختتام ترامب جولة في دول الخليج.
وقالت إسرائيل أمس أيضا إنها ستخفف الحصار وتسمح بدخول مساعدات محدودة.
ويشيد نتنياهو بفكرة ترامب بشأن غزة لكنه يشير إلى وجود عقبة كبيرة، إذ قال لمجموعة متشددين من قدامى المحاربين في حرب غزة يوم الثلاثاء: "لدينا مشكلة واحدة.. نحتاج إلى دول مستقبلة". ولا ترغب الأردن وسوريا المجاورتان، اللتان تضمان أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين منذ عقود، ومصر في استقبال أعداد كبيرة من سكان غزة.
ولإعداد هذا التقرير، تحدثت رويترز مع خمسة من سكان غزة الذين غادروا في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى تسعة دبلوماسيين أجانب وسبعة مسؤولين إسرائيليين للحصول على تفاصيل عن تأثير القواعد الجديدة المتعلقة بالخروج من غزة.
وقال الدبلوماسيون الأجانب إن إسرائيل بدأت في إبلاغ حكومات دول أخرى أواخر العام الماضي، قبل تولي ترامب منصبه وطرح اقتراحه، بأنها ستخفف القيود قريبا. وطلب الدبلوماسيون عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ودخل تخفيف القيود حيز التنفيذ إلى حد كبير في بداية العام. وقال الدبلوماسيون ذوو الصلة إن الأمر أصبح يستغرق الآن أياما وليس أسابيع أو شهورا لكي يوافق المسؤولون الإسرائيليون على الطلبات الخاصة بالفلسطينيين الحاصلين على جنسية أجنبية وأقاربهم والحاصلين على منح دراسية أجنبية. وأضافوا أن من بين المسموح لهم بالمغادرة فلسطينيين سبق أن رفضت إسرائيل السماح لهم بالمغادرة لأسباب أمنية.
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ولا وزارة الدفاع ولا وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة للوزارة معنية بالتنسيق مع الفلسطينيين، على استفسارات رويترز بشأن نطاق أو سبب تخفيف القيود في الآونة الأخيرة. وقالت حركة "حماس"، التي حثت سكان غزة على عدم المشاركة في أي عروض لإعادة التوطين، إنها تنظر في التقارير التي تفيد بتخفيف القيود.
انخفاض عدد سكان غزة
بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انخفض عدد سكان غزة بالفعل بنحو 160 ألفا خلال فترة الحرب إلى 2.1 مليون نسمة تقريبا. ويشمل العدد أكثر من 53 ألفا قتلتهم الحملة العسكرية الإسرائيلية فيما نزح الباقون ومنهم من سُمح لهم بالخروج لحالات الطوارئ الطبية. وتمكن آخرون من المغادرة من خلال نظام مكلف ماديا يتضمن وسطاء مصريين.
وفرّ الآلاف من المواطنين الأجانب في بدايات الحرب إلا أن الحصول على تصريح بالمغادرة بات صعبا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح مع مصر في أيار/مايو من العام الماضي وفرضها إغلاقا شبه كامل لحدود غزة.
وفي أواخر آذار، أنشأت الحكومة الإسرائيلية وكالة جديدة قالت إنها لمساعدة سكان غزة الراغبين في إعادة توطينهم في بلدان ثالثة. ولم تتمكن رويترز من تحديد ما إذا كانت تلك الوكالة تعمل أم لا.
ولم تتمكن رويترز من التأكد بدقة من عدد من تمكنوا من المغادرة بموجب المعايير الجديدة. وقدر ثلاثة دبلوماسيين عددهم بما لا يقل عن ألف، بينما قال آخرون إن بإمكانهم فقط تأكيد عدد من يحملون جنسيات بلدانهم مشيرين إلى أنهم بالمئات.
لم ترد السلطات الإسرائيلية على استفسار حول الأعداد.
وقال جميع الدبلوماسيين إن أكثر من 12 دولة، معظمها أوروبية، تمكنت حتى الآن من إخراج أشخاص من غزة وحدثت معظم عمليات الخروج منذ آذار.
kaidiوقالت منظمة "جيشاة-مسلك"، وهي منظمة إسرائيلية للدفاع عن حرية الفلسطينيين في الحركة والتنقل، إن تخفيف إسرائيل للقيود "جزئي وغير متسق وغير شفاف"، مضيفة أنه يتعين السماح لعدد أكبر من الأشخاص بالمغادرة.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة شاي غروندبرغ لرويترز: "ما قد يبدو أنه ’تنازلات‘ هو في الواقع استجابات انتقائية ومحدودة للضغوط الدولية والإجراءات القانونية".
وتقدر المنظمة أن الآلاف من الفلسطينيين، الذين لا يزالون في غزة، يحملون جنسيات أجنبية أو إقامات أو تأشيرات طلبة أو مؤهلون للدخول إلى بلد ثالث من خلال تأشيرات لم الشمل أو برامج مماثلة.
"راح نرجع"
لا يستوفي سوى جزء بسيط من سكان غزة المعايير الإسرائيلية الحالية للسماح لهم بالخروج. وبالنسبة لأولئك الذين يستوفونها، فإن الخيار ليس سهلا.
يخشى الكثيرون من أن يؤدي ترك أرضهم إلى "نكبة" أخرى كالتي حدثت في حرب عام 1948 عندما أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم مع قيام دولة إسرائيل. ولا يزال كثيرون منهم لاجئين بعدما كانوا يأملون في العودة خلال أسابيع.
وقالت الشاعرة دنيا الأمل إسماعيل، وهي أرملة عمرها 53 عاما خرجت ضمن مجموعة أيوب مع ابنتها التي تبلغ من العمر 21 عاما وابنها (18 عاما): "راح نرجع لغزة لما الظروف تسمح، راح نرجع لغزة في أقرب وقت بنقدر فيه نرجع".
حصلت دنيا الأمل على مكان في البرنامج الأكاديمي الفرنسي نفسه الذي يساعد الباحثين والفنانين وعائلاتهم على الخروج من مناطق النزاع.
ويخوض المغادرون رحلة محفوفة بالمخاطر عبر القطاع الذي تنتشر فيه الصواريخ والقذائف غير المنفجرة. وقال الأشخاص الذين تحدثت إليهم رويترز إن الفلسطينيين يستقلون جميعا مركبات قبل الفجر لنقلهم إلى معبر حدودي تديره إسرائيل، حيث يخضعون للتفتيش الأمني الإسرائيلي قبل إجراء مقابلات مع دبلوماسيين أجانب.
وتسمح إسرائيل للمغادرين بحمل حقيبة صغيرة واحدة فقط لكل منهم. وقال أربعة دبلوماسيين إنهم يسافرون في حافلات تحت حراسة عسكرية إسرائيلية إلى الحدود الأردنية.
وذكر الدبلوماسيون أنهم يجلبون معهم شطائر ومشروبات للمغادرين من غزة إدراكا منهم لأزمة شح الطعام في القطاع.
وقال أحد الدبلوماسيين إن فلسطينيا كان يأكل شطيرة محشوة بلحم الدجاج علق قائلا إنه نسي طعم اللحم.
وأوضح أحد الأكاديميين من المجموعة التي وصلت إلى فرنسا في الآونة الأخيرة أن اللقاء مع الدبلوماسيين تم في الصحراء.
وقال لرويترز: "أنت في الصحرا وفجأة بتظهر ثلاجة من اللامكان، بتفتحها بتلاقي فيها كل شي كنت محروم منه لأشهر".
وأضاف: "أكلت لكن بغصة وألم في صدري من أجل كل الناس إللي موجودين وتركناهم في غزة".

من غزة (ا ف ب)
"تركت العزيزين على قلبي"
وطلب عدة فلسطينيين تحدثت إليهم رويترز عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من انتقام "حماس" وجماعات مسلحة أخرى.
وأشار عدد من الدبلوماسيين إلى أن وثائق السفر تمثل تحديات لوجستية. فقد فُقدت بعض الأوراق في الحرب في حين أن هناك حاجة إلى إصدار وثائق أخرى للأطفال الذين ولدوا منذ بدء الحرب.
وأضافوا أنه يتعين أن يحمل البعض وثائق سفر صادرة عن السلطة الفلسطينية في رام الله أو القاهرة.
ومن الأردن يسافرون على متن رحلات جوية إلى البلدان التي ساعدتهم على المغادرة، لكن بعض الرحلات تقلع من إسرائيل، وفقا للدبلوماسيين وبيانات الطيران ووزارة الداخلية الإسرائيلية.
بالنسبة لأيوب، فإن الذكريات المؤلمة تثقل قلبه بالهموم إذ قُتلت شقيقته وزوجها وابنهما في القصف في بداية الحرب.
وحصل ابن شقيقة أيوب، وهو مهندس معماري، على زمالة في فرنسا بالآونة الأخيرة لكنه توفي يوم الخميس الماضي متأثرا بجروح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية. وأصدر البرنامج الفرنسي الداعم للزمالة بيانا نعاه فيه.
وكان قلب أيوب مشتتا بين ارتياحه لتمكنه من الخروج سعيا لتأمين مستقبل أفضل لأولاده، وبين عذابه لترك أحبائه خلفه قائلا: "تركت أختي وأولادها وكتير من الناس العزيزين على قلبي".
وقال أيوب: "في لحظة أكون سعيدا، وفي اللحظة التالية أتذكر ما يحدث في غزة".

من غزة (ا ف ب)
0 تعليق