يعيش قطاع غزة كارثة إنسانسة على وقع الضربات الإسرائيلية المكثّفة وتوسيع عمليات الجيش الإسرائيلي فيه، ما يحصد المزيد من الضحايا، بالتزامن مع ضغط مستمر للتوصّل إلى اتّفاق يُنهي الحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي "أنّنا ننفّذ حالياً عملية عربات جدعون ونعمل في جميع أنحاء قطاع غزة من دون أي تغيير في صورة الوضع".

لفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى"أنّنا في طريقنا للسيطرة على جميع مناطق قطاع غزة". 

وأضاف: "يجب ألا نصل إلى حالة المجاعة في غزة حتى لا نفقد الدعم"، مشدّداً على أن "حماس لن تتمكّن من الوصول إلى المساعدات".

وأردف: "يجب ألا نسمح للسكان (في غزة) بالانزلاق نحو المجاعة، وذلك لأسباب عملية ودبلوماسية على السواء. فحتى الداعمين لإسرائيل لن يكونوا متسامحين مع مشاهد المجاعة الجماعية".

وعن عملية خان يونس، قال نتنياهو: "الجيش يقوم بعمله ولا أستطيع الخوض في التفاصيل".

ضحايا وغارات...

في آخر التطوّرات، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 22 شخصاً في غارات إسرائيلية استهدفت فجراً مناطق عدّة. وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني لوكالة "فرانس برس": "نقل 22 شهيداً على الأقل إثر غارات شنّها فجر اليوم الطيران الحربي الإسرائيلي في مناطق مختلفة في قطاع غزة".

وقد شهدت المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة فجر اليوم الإثنين عمليات قصف تسبّت بسقوط عشرات الضحايا، حيث شن الجيش الإسرائيلي 30 غارة على مناطق عدّة في خان يونس.

وقصفت القوات الإسرائيلية منزلاً في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس ما أسفر عن سقوط قتيل و9 جرحى، في حين قتل شخص وأصيب 4 في قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين في بلدة بني سهيلا. وسقط 3 ضحايا من أسرة واحدة في قصف جوي إسرائيلي لمنزل في مدينة دير البلح .

وفي منطقة اليرموك وسط غزة سقط عدد من الضحايا بقصف مسيرة إسرائيلية خيمة نازحين.

جنود إسرائيليون. (أ ف ب)

في السياق، كشف موقع "واللا" العبري نقلاً عن مصدر عن أن "إسرائيل نفّذت عملية خاصة في خان يونس".

بدورها، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" أن "5 مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون ليل الأحد في غارة شنّتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على منزل شمال غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة الشهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة إلى 148 شهيداً".

وأفادت مصادر طبية بـ"استشهاد أحد الجرحى داخل المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، جراء استهدافه من طائرات الاحتلال المسيّرة".

وقصف الجيش الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في منطقة السوارحة جنوب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا.

وقد أعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن رئاسة الوزراء قرّرت إدخال المساعدات إلى القطاع بناء على توصية الجيش من أجل توسيع نطاق العملية العسكرية.

موظّفو "الأونروا"...
إلى ذلك، كشف المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عن مقتل أكثر من 300 من موظفي الوكالة خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الموظّفين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم، بينما قُتل العديد منهم أثناء تأدية "واجبهم في خدمة مجتمعاتهم".

وأوضح أن معظم القتلى كانوا من العاملين الصحّيين والمعلمين التابعين للأمم المتحدة، الذين يدعمون مجتمعاتهم.

وشدّد لازاريني أنّ "لا شيء يبرّر الجرائم في غزة والإفلات من العقاب سيؤدي إلى مزيد من القتل".