في لحظات اهتزاز الأرض ووقوع الزلازل، يصبح الحفاظ على الهدوء والسيطرة على الخوف أمرا بالغ الأهمية، وإن كان صعبا. الهدوء في مثل هذه الظروف قد يكون هو العامل الحاسم الذي ينقذ حياتك.

يجب أن نتذكر أن الزلزال بحد ذاته نادرا ما يكون سببا مباشرا للوفاة، بل إن أغلب الحوادث والإصابات تحدث نتيجة للذعر والتدافع المحموم للخروج من المباني بأسرع ما يمكن عند الشعور بالهزات. لذا، فإن التصرف الأمثل عند وقوع زلزال هو البحث عن مكان آمن داخل المبنى الذي تتواجد فيه واللجوء إليه حتى تتوقف الأرض عن الاهتزاز.

وعندما تهدأ الهزات تماما، يجب الخروج من المبنى فورا والابتعاد قدر المستطاع عن أي مباني أو أعمدة كهرباء أو أي أجسام أخرى قد تشكل خطرا عليك. وفي التقرير  التالي، نستعرض معكم هل هناك علامات قبل حدوث الزلزال؟ ومخاطر الزلازل وطرق الحد منها.

في الواقع، يعجر البشر عن التنبؤ بوقوع الزلازل بشكل كامل، الأمر الذي يثير لدى الجميع قدرا كبيرا من القلق والتوتر. ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن أن تكون مؤشرا يحذر الخبراء والمتخصصين قبل وقوع هزات أرضية، أبرزها:

نشاط زلزالي أولي

يمكن أن تسبق الزلازل الكبيرة سلسلة من الهزات الأرضية الصغيرة أو متوسطة الشدة. هذه الهزات قد تكون بالكاد محسوسة أو أقوى قليلا، وتدريجيا تزداد وتيرتها قبل وقوع الزلزال الرئيسي.

تغيرات في سلوك الحيوانات

تبدي بعض الحيوانات سلوكا غريبا أو مضطربا قبل وقوع الزلازل. تشمل هذه السلوكيات القلق المفرط، محاولة الهروب من مناطقها المعتادة، النباح أو العواء المستمر، أو حتى ظهور أنواع من الحيوانات في أماكن غير معتادة.

يشير الباخثون إلى أن سلوك الحيوانات هذا يعود إلى قدرتها على استشعار تغيرات طفيفة في المجال المغناطيسي للأرض، أو الضغط الأرضي، أو حتى إطلاق غازات معينة من باطن الأرض.

تغيرات في مستوى المياه الجوفية

يمكن أن نلاحظ انخفاضا أو ارتفاعا مفاجئا في مستوى المياه في الآبار أو الينابيع قبل وقوع الزلازل. وقد يكون هذا التغير ناتجا عن الضغط المتزايد في القشرة الأرضية الذي يؤثر على تدفق المياه الجوفية.

انبعاث غاز الرادون

يعتبر هذا الغاز من الغازات المشعة التي تتكون في باطن الأرض. ولاخظ الخبراء ارتفاع مستوياته في بعض المناطق قبل وقوع الزلازل. يرجع ذلك إلى التصدعات والكسور الجديدة في الصخور، الناتجة عن الضغط المتزايد، والتي يمكن أن تسمح بتسرب كميات أكبر من هذا الغاز إلى السطح.

ظواهر ضوئية غير اعتيادية

لم يتم فهم هذه الظاهرة بشكل كامل حتى الآن، ولكن المؤكد أنه في حالات نادرة، تم الإبلاغ عن رؤية أضواء غريبة في السماء قبل أو أثناء وقوع الزلازل.

تشوهات أرضية طفيفة

قبل وقوع الزلازل الكبيرة، يمكن أن تحدث تغيرات طفيفة في شكل سطح الأرض. تتضمن هذه التشوهات ارتفاعا أو انخفاضا طفيفا في سطح الأرض، أو ظهور تشققات صغيرة.

تغيرات في المجال المغناطيسي والكهربائي للأرض

لا يزال هذا المجال قيد الدراسة، ولكن تشير بعض الأبحاث إلى إمكانية حدوث تغيرات طفيفة في المجال المغناطيسي أو الكهربائي للأرض قبل وقوع الزلازل.

في مثل هذه الظروف الطارئة، يصبح امتلاك المعلومات الصحيحة والمعرفة التي تساعدنا على الوقاية من الزلازل، وتعرفنا على كيفية التصرف في حال حدوث زلزال، أمرا بالغ الأهمية. لذا، نتعرف معا على طرق السلامة من الزلازل أو كيف يمكن الوقاية من الزلازل؟

داخل مبنى

في البداية، انخفض على يديك وركبتيك على الأرض لمنعك من السقوط. ثم حاول أن تحتمي تحت طاولة أو مكتب متين، أو بجانب جدار داخلي. وغط رأسك ورقبتك بذراعيك.

تمسك بالجزء الذي تحتمي تحته حتى يتوقف الاهتزاز. إذا لم يكن هناك مكان للاحتماء تحته، اجلس بالقرب من جدار داخلي وقم بتغطية رأسك ورقبتك بذراعيك. وابتعد عن النوافذ والجدران الخارجية والأشياء التي قد تسقط عليك، ولا تستخدم المصعد أبدا أثناء الزلزال.

في الخارج

ابتعد عن المباني وخطوط الكهرباء والأشجار. واستلقِ على الأرض في منطقة مفتوحة وقم بتغطية رأسك ورقبتك بذراعيك.

في السيارة

توقف في أقرب مكان آمن بعيدا عن الجسور والأنفاق وخطوط الكهرباء. وابق داخل السيارة حتى يتوقف الاهتزاز.

إذا كنت في منطقة مكتظة

لا تندفع نحو المخارج. وانخفض واحتم وحاول التحرك ببطء نحو مكان أكثر أمانا إذا أمكن ذلك.

نصائح أخرى

. كن مستعدا للهزات الارتدادية، والتي يمكن أن تكون أقل قوة من الزلزال الرئيسي، لكنها لا تزال قادرة على إلحاق المزيد من الضرر وإسقاط الأشياء.

. تفقد الأضرار في محيطك، وكن حذرا عند التحرك داخل وحول المباني المتضررة، لأن الجدران والأسقف قد تكون غير مستقرة.

. ساعد الآخرين إذا كنت قادرا على ذلك.

الاستعداد لوقوع الزلازل ليس مجرد إجراء وقائي، بل هو مسؤولية تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا للوقاية من أضرار الزلازل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي آثار الزلازل على المجتمع؟

الخسائر البشرية والإصابات

يمكن أن تتسبب الزلالزل في انهيارات للمباني والمنازل، وبالتالي وتترك أعدادا كبيرة من الجرحى، الذين قد يعانون من إصابات خطيرة تتطلب علاجا طويل الأمد وإعادة تأهيل.

تدمير البنية التحتية

يمكن أن تتسبب الزلازل في تعرض الطرق والجسور والأنفاق للتشققات والانهيارات، مما يعيق حركة المرور وجهود الإغاثة. كما يمكن أن تتسبب في تعطل شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، مما يؤدي إلى انقطاع الخدمات الأساسية.

التأثيرات الاقتصادية

تمتد الآثار التدميرية للزلازل لتطال الاقتصاد بشكل كبير. يمكن أن تتعطل بعض المصانع والمؤسسات، وكذلك الأنشطة التجارية، مما يؤدي إلى خسائر في الإنتاج والدخل. كما يتضرر قطاعي الزراعة والسياحة.

الآثار النفسية والاجتماعية

لا تتوقف آثار الزلازل عند الجوانب المادية، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات. يعاني الناجون من الصدمات النفسية والقلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. ويتطلب الأمر معالجة هذه الآثار النفسية والاجتماعية من خلال بذل الجهود وتوفير الدعم المجتمعي طويل الأمد.