نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب في الإمارات... شراكة استراتيجية للمستقبل - شوف 360 الإخباري, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 08:10 صباحاً
يتوّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الإمارات العربية المتحدة جولته الخليجية ليكون أول رئيس أميركي يزور هذه الدولة الخليجية منذ 17 سنة، في دليل إضافي على تنامي العلاقات بين واشنطن وأبوظبي وتزايد التعاون الاستراتيجي بينهما والمكانة المركزية التي تحتلها الإمارات في السياسة الخارجية الأميركية.
تعتبر الزيارة على نطاق واسع مدخلاً لعلاقات أقوى في الدبلوماسية والاقتصاد وصولاً إلى شراكة استراتيجية في المستقبل سيكرّسها اتفاق يتعلّق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ووصل ترامب إلى أبوظبي آتياً من الدوحة، وكان في استقباله في المطار الرئاسي رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد. وبعد زيارة لجامع الشيخ زايد يرافقه ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، توجه ترامب إلى قصر الوطن حيث أقيمت له مراسم استقبال رسمية.
وعقد مباحثات رسمية مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وأكّد أن العلاقة الثنائية بين البلدين "ستكون أفضل وأقوى"، فيما شدّد بن زايد على أن "الإمارات حريصة على مواصلة العمل لتحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا والعالم"، لافتاً إلى "الشراكة القوية" بين الدولتين، مؤكداً الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية، معتبراً أن "الزيارة أعطت دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين بلدينا".
توقعات ترامب ترجّح حصد جولته في الخليج نحو 4 تريليونات دولار، بينها حصّة كبيرة للإمارات التي كشف وزير اقتصادها عبدالله بن طوق المري عن وجود 13 ألف شركة و66 ألف علامة تجارية أميركية في الإمارات، وهو رقم يعكس حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويؤكّد واقع أن الإمارات هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لوزارة الاقتصاد.
المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية مايكل ميتشل تحدّث إلى "النهار" عن أهمية زيارة ترامب إلى الإمارات والخليج، وقال إن هذه المنطقة "مهمة للغاية" بالنسبة إلى إدارة ترامب، والولايات المتحدة تريد "تقوية" العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف "من أجل تحقيق مصالح مشتركة"، لافتاً إلى أهمية "التعاون الأميركي – الخليجي في مجالات عديدة".
التكنولوجيا أولوية
ملف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي يستحوذ على أهمية متقدمة في الإمارات يُعدُّ ضمن لائحة أبرز مجالات الاستثمار الثنائية بين الولايات المتحدة والإمارات، وقد شهد هذا التعاون تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وذلك بهدف تعزيز الابتكار وتوسيع إطار البنى التحتية الرقمية، وذلك بما يتواكب مع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل البشرية.
التعاون التكنولوجي الإماراتي - الأميركي في تقدّم مستمر، وقد تحولت الإمارات إلى مناطق تعمل على الذكاء الاصطناعي بنسبة متقدمة، وفي هذا السياق، من المفترض أن تكون الولايات المتحدة والإمارات وقّعتا اتفاقاً إطارياً في مجال التكنولوجيا ليل أمس وفق ما كشف مصدر مطلع لـ"رويترز".

الرئيس الأميركي وولي عهد أبوظبي يزوران مسجد الشيخ زايد في أبوظبي
kaidi
ميتش أشار إلى "التطورات الزلزالية" التي يشهدها الذكاء الاصطناعي، الذي بدوره يشكل فرصة للتعاون في مجالات جديدة، خصوصاً وأن هذه التكنولوجيا "سوف تغيّر العالم بطرق متعدّدة"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة "تتفهم حاجة حلفائها الخليجيين لهذه التكنولوجيا والحاجة إلى الموارد الخام والمعادن النادرة لصنع محلي للرقائق الدقيقة".
وأكّد أن الولايات المتحدة "تثق" بالإمارات، وتطلّع إلى "الشراكة والتعاون في مجالات عدة"، معتبراً أن "أي تبادل اقتصادي ما بين دولتين سوف يفيد كلا طرفين"، كاشفاً عن "درس إمكانية تسهيل إدخال المزيد من الشركات الأميركية" إلى السوق الإماراتي.
استثمارات بالطاقة
الاستثمارات في مجالات الطاقة بلغت مستويات متقدمة، وفي هذا السياق، أكد بن ديتدريش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الطاقة الأميركية، متانة الشراكة في مجال الطاقة بين الإمارات والولايات المتحدة، وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات إن البلدين يرتبطان بعلاقة راسخة وممتدة في مجال الطاقة، معرباً عن تطلع بلاده إلى توسيع التعاون مع الإمارات في مجال أمن الإمدادات العالمية ومتانة البنية التحتية.
ورحب ديتدريش بالنمو المستمر في الاستثمارات الإماراتية في مشاريع الطاقة الأميركية، وأكّد تطلع بلاده إلى "شراكات جديدة تدعم النمو الاقتصادي في كلا البلدين"، مشيراً إلى أنهما تتمتعان بشراكة "موثوقة في مجال التعاون النووي المدني"، مرحبا بالتعاون المستمر في مجال نشر الطاقة النووية بشكل آمن وفعال، بما في ذلك الابتكارات المستقبلية.
اقتصاد ضخم
بلغة الأرقام، بلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الولايات المتحدة 32.8 مليار دولار خلال العام الماضي، فيما اعتبرت واشنطن الشريك التجاري الـ6 عالمياً لأبوظبي خلال 2024 والأول عالمياً خارج قارة آسيا، بنسبة 4 في المئة من تجارة الإمارات غير النفطية.
وتعتبر الإمارات من المستثمرين الرئيسيين في الولايات المتحدة، إذ تقدر قيمة الاستثمارات بـ1 تريليون دولار تتوزع في قطاعات التجارة والطيران والتصنيع والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وفق أرقام وزارة الاقتصاد الإمارتية.
اهتمام مناخيّ مشترك
الاهتمام المناخي أيضاً ملف مشترك بين واشنطن وأبوظبي، والتعاون المثمر بين الجهتين مستمر، وبرز من خلال الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيف PACE التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة في حلول عام 2035.
ومن المرتقب أن يختتم ترامب اليوم زيارته الاستثنائية إلى الخليج، وفي جعبته الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية المشتركة، والأنظار ستتجه نحو ترجمة هذه الاتفاقيات والتفاهمات التي عقدها، ومستقبل العلاقة في ولايته التي ستمتدّ لأربع سنوات.
0 تعليق