نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصعيد بلباس الديبلوماسية: هل تعقّد رسالة ترامب لإيران مسار المفاوضات؟ - شوف 360 الإخباري, اليوم الخميس 15 مايو 2025 08:05 صباحاً

إيرانية تمرّ أمام جدارية تُصوّر طاولة المفاوضات بين واشنطن وطهران. (ا ف ب)
تصعيد بلباس الديبلوماسية: هل تعقّد رسالة ترامب لإيران مسار المفاوضات؟
طهران – أمير دبيري مهر
في الوقت الذي أجرت فيه إيران والولايات المتحدة أربع جولات من المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته السعودية تصريحات شديدة اللهجة ضد الجمهورية الإسلامية، أثارت استياء المسؤولين الإيرانيين، بعد أن جاءت مزيجاً من التهديد بتشديد العقوبات واقتراح التفاوض للتوصل إلى اتفاق.
وفي خطاب استمر 42 دقيقة، ألقاه الثلاثاء في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، وصف ترامب إيران بأنها "القوة الأكثر تدميراً في المنطقة"، متهماً إياها بالتسبب في "معاناة لا تُطاق" في كل من سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن.
ورغم ذلك، قال ترامب: "لست هنا اليوم فقط لإدانة الأفعال السابقة لقادة إيران، بل لأقترح مساراً جديداً، أكثر إشراقاً وأملاً. رغم عمق خلافاتنا، أريد التوصل إلى اتفاق مع إيران، لأن ذلك سيجعل المنطقة والعالم أكثر أمناً. وإذا رفضت قيادة إيران غصن الزيتون هذا، فلن يكون أمامنا خيار سوى تكثيف الضغوط القصوى، وتقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
بعد ساعات من الخطاب، ردّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قائلاً: "يحاول ترامب تصوير إيران كعامل لعدم الاستقرار، لكن ينبغي أن نسأل: من قتل 60 ألف شخص في غزة؟ هل نحن مصدر انعدام الأمن؟". وأشار إلى أن "سياسة الضغوط القصوى فشلت من قبل".
من جانبه، قال وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد: "الضغوط القصوى شعار رددوه لسنوات، وهو سياسة وتجربة فاشلة. العقوبات ليست بالمستوى الذي يمكن أن يعيقنا".
واستشهدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني ببيت شعر فارسي شهير: "يا ذباب، ميدان السيمرغ ليس مكانك"، وهو تعبير بشير إلى أن ترامب يعاني من "الغرور الذاتي".
كذلك، اتهم ترامب إيران، بشكل غير مباشر، بدعم هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قائلاً: "بفضل العقوبات التي فرضتها خلال فترتي الأولى، كانت إيران مفلسة عملياً، ولم يكن لديها أموال للإرهاب، لا لحماس ولا لحزب الله. ولو كنت رئيساً، لما وقع الهجوم".
وكرّر ترامب رفضه لامتلاك طهران سلاحاً نووياً، قائلاً: "نريد أن تكون إيران دولة آمنة ومزدهرة. الآن هو الوقت المناسب لهم لاتخاذ القرار، ولا وقت طويل للانتظار".
ورغم الأنباء السابقة التي تحدثت عن نية ترامب تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي"، والتي قوبلت بغضب واسع داخل إيران، قال ترامب في خطابه ما بدا متناقضاً: "أرادت إيران تسمية الخليج بالخليج الإيراني، لكنني قلت إنني لن أسمح بحدوث ذلك ومنعته". غير أن هذا التصريح أثار تساؤلات، إذ لا يُعرف إلى أي موقف إيراني يشير ترامب، فلم يُسجّل أي تصريح رسمي أو قرار إيراني يقضي بتغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى "الخليج الإيراني"، وهو الاسم المعتمد رسمياً منذ عقود.
وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تصريحات ترامب تجاه إيران تمزج بين سياسة الضغوط القصوى التي انتهجها في ولايته الأولى، ومحاولة فتح باب التفاوض، لكنها أشارت إلى أن غياب تفاصيل واضحة عن الاتفاق المقترح يقوض ثقة طهران. من جهتها، رأت "سي إن إن" أن هذا النهج الثنائي قد يعقّد المفاوضات الجارية في سلطنة عمان.
وطالب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي في مؤسسة "كيهان" الإعلامية، في افتتاحية نشرت صباح الأربعاء، بوقف المفاوضات مع الولايات المتحدة، وكتب: "هل يمكن أن يكون لمواصلة المفاوضات مع أميركا معنى آخر غير تجاهل قوة إيران الإسلامية، وإهمال الأمن القومي والسيادة الإقليمية لإيران؟"، مقترحاً ألا تواصل السلطات الإيرانية التفاوض ما لم يعتذر ترامب للنظام والشعب الإيراني.
وأدان نواب إيرانيون، في بيان، موقف ترامب، محذرين من أنّ طهران لن توافق إلا على اتفاق عادل مع الولايات المتحدة.
أما الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، فلم يعلّق بشكل مباشر على كلام نظيره الأميركي، واكتفى بالقول: "إذا كنا متحدين، فلن تستطيع أميركا أن تفعل شيئاً ضدنا. لدينا علاقات جيدة مع دول الجوار، وهم مستعدون للتعاون معنا".
0 تعليق