هل يفتح قرار رفع العقوبات عن سوريا الباب أمام التطبيع بين دمشق ‏وتل أبيب؟ - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل يفتح قرار رفع العقوبات عن سوريا الباب أمام التطبيع بين دمشق ‏وتل أبيب؟ - شوف 360 الإخباري, اليوم الخميس 15 مايو 2025 08:05 صباحاً

شكّل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا ‏وأعقبه اجتماعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض تحوّلاً ‏سياسياً بارزاً، ليس فقط في سياق العلاقة الأميركية - السورية، بل ‏أيضاً في ما يتعلق بوضع سوريا الإقليمي ومستقبل تموضعها ‏الجيوسياسي. ‏
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي بالرياض، ‏الثلاثاء، "سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق حان ‏وقت تألقها. سنوقف جميع العقوبات. حظاً سعيداً يا سوريا، أظهري ‏لنا شيئاً مميزاً للغاية". ‏
هذا الإعلان الذي جاء بناءً على طلب من وليّ العهد السعودي الأمير ‏محمد بن سلمان، يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة منها: هل باتت دمشق ‏مستعدة للانخراط في مسار التطبيع مع إسرائيل؟

 

‏ لقاء جمع ترامب مع بن سلمان والشرع في الرياض (أ ف ب)‏

‏ لقاء جمع ترامب مع بن سلمان والشرع في الرياض (أ ف ب)‏

 

 

 

محمد بن سلمان مصافحاً أحمد الشرع (أ ف ب)

محمد بن سلمان مصافحاً أحمد الشرع (أ ف ب)

 

kaidi

العقوبات وعزلة دمشق
يشار إلى أنه عقب اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، وما رافقها ‏من قمع للاحتجاجات الشعبية وسقوط آلاف الضحايا، أصبحت دمشق ‏في عزلة شبه تامة مع معظم الدول الغربية والعربية بعد أن فرضت ‏عليها عقوبات دولية صارمة شملت حظراً على النفط وتجميد أصول ‏ومنع التعاملات المصرفية، الأمر الذي زاد عزلتها الاقتصادية. كذلك ‏عُلّقت عضويتها في الجامعة العربية.‏
ووقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2019 "قانون ‏قيصر"، الذي فرض عقوبات قاسية على النظام السوري في عهد ‏الرئيس المخلوع بشار الأسد هدفت، في حينها، للضغط على ‏الحكومة السورية وعزلها دولياً. ‏
وفي ظل تغيّر المعادلات الإقليمية في السنوات الأخيرة، وتطبيع ‏إسرائيل علاقاتها مع عدد من الدول العربية، هل بات التطبيع بين ‏إسرائيل وسوريا ممكناً، وهل يفتح القرار الأميركي برفع العقوبات ‏الباب أمام تحوّلات سياسية كبرى في سوريا؟ ‏
ويقول رئيس "حركة البناء الوطني" في سوريا أنس جودة ، لـ"النهار"، إن "دول المنطقة تسعى بالتأكيد لنوع من الاستقرار، وعنوان ‏الوصول للتنمية والاستقرار الدخول بالاتفاقيات الإبراهيمية في ‏محاولة لإنهاء حالة الحرب في المنطقة". ‏
ويتابع: "بغضّ النظر عن مدى دقّة هذا التوجّه وهل سيكون قادراً ‏على تحقيق الاستقرار أم لا، سوريا حالياً هي جزء أساسي من هذا ‏التفكير، ولا يمكن الوصول إلى ذلك من دون أن تكون سوريا مستقرّة"، ‏موضحاً أن "التوجّه اليوم مختلف عن زمن النظام السابق، فكانت ‏الحاجة في حينها إلى وقف العمليات الحربية والصراع المسلّح". ‏
ويشير إلى أن وجود السلطة الإسلامية الحالية في سوريا، و"انضمامها إلى ‏الاتفاقات الإبراهيمية"، يضفي شرعية إلى جهود التطبيع الذي لطالما انتقدته الحركات ‏الجهادية.

في الجانب الآخر، يشير جودة إلى أن "السؤال الأساسي الذي يُطرح: ‏هل إسرائيل مستعدة فعلاً لأن تكون جزءاً من هذا الأمر أم هي في ‏النهاية محاولة لكسب الاعتراف والشرعية من خلال الدخول في ‏المفاوضات؟ لأنه عملياً إسرائيل ليست بحاجة أو لا تطمح للوصول ‏إلى اتفاقات لأن الأرض والسماء مفتوحة لها وأي اتفاق مهما كان ‏ضعيفاً سيحدّ من مساحة إسرائيل وحركتها وطموحها المعلن بخلق ‏منطقة عازلة في الجنوب السوري في الجولان، وخلق منطقة أوسع ‏تحت سيطرتها الأمنية بالكامل، ولا يمكن لأي اتفاق أن يشرّع هذا الأمر".

ويرى أنه "في كل الحالات الأمر يتعلّق بشرعية التفاوض بحدّ ذاتها ‏أكثر من الوصول إلى الاتفاق نفسه لأن المسار طويل حتى السعودي، ‏كما أن المسار الذي كان يتحدّث عن الاتفاقات الإبراهيمية منذ سنوات ‏نعرف أنه لم يصل الى نتيجة جدّية". ‏

ويلفت الى أن "الانخراط في هذه العملية اليوم مهم، وهذا ما على ‏السلطة السورية أن تنتبّه له بطريقة جدية لأنه في لحظة الدخول في ‏التفاوض لن تبقى هناك أوراق أخرى للمبادلة عليها في مكان آخر". ‏

في هذا السياق، يشرح جودة أن "رفع العقوبات أو الإيقاف المؤقت ‏والجزئي لها، لأن ترامب تحدث عن إيقافها، إذ ليس هناك وسيلة ‏جدية فعلاً لرفع كامل للعقوبات المفروضة على سوريا منذ السبعينيات ‏حتى اليوم، وآخرها قانون قيصر، بالإضافة إلى العقوبات على ‏شخصيات من السلطة كأشخاص مصنّفة على لوائح الإرهاب ‏والعقوبات المتعلّقة بالتحويلات المالية والمصرفية كلها أمور معقّدة ‏جداً. وفي نهاية الأمر نحن نتحدث عن إيقاف جزئي لعقوبات يستطيع ‏رئيس الولايات المتحدة بأوامر تنفيذية أن يخفّف منها". ‏

جانب من اللقاء الأميركي - السعودي - السوري في الرياض (أ ف ‏ب)‏

جانب من اللقاء الأميركي - السعودي - السوري في الرياض (أ ف ‏ب)‏

وبالنسبة إلى العقوبات، يشير جودة إلى أنه "يجب أن نميّز بين مستويين: ‏سياسي واجتماعي. فعلى المستوى الاجتماعي عانى السوريون كثيراً ‏من العقوبات في السنوات الماضية، وليس فقط من كانوا تحت سيطرة ‏النظام، وأيّ تحريك فيها مهم، ولكن على المستوى السياسي نحن ‏بحاجة للتأكيد هل سيكون الإيقاف الجزئي مفيداً فعلاً وهل سيحرّك ‏رأس المال وستستجيب المؤسسات المالية والمصارف لهذا الأمر أم ‏ستبقى مترقّبة؟".‏

ويمضي قائلاً: "والسؤال، هل يمكن أن نتحدّث عن استيراد لحوامل ‏الطاقة بشكل جدّي وتحويلات مصرفية تصل إلى السوريين بدون ‏تعقيدات؟ كلها أمور بحاجة لتأكيدها قبل أن نقول فعلاً إن هناك رفعاً ‏للعقوبات، وفي لقاء وزراء الخارجية المرتقب في تركيا سيكون هناك ‏تفصيلات أكثر، بعيداً عن حالة التنافس السياسي بين السعودية وتركيا ‏والنفوذ في المنطقة".‏

وكخلاصة يمكن القول إنه على الرغم ممّا تحمله الخطوة الأميركية ‏من رمزية سياسية، لا ‏تزال سوريا بعيدة عن مسار التطبيع مع ‏إسرائيل. وأيّ تحوّل فعلي في هذا ‏الاتجاه سيكون مرهوناً بتفاهمات ‏كبرى قد لا تكون مهيّأة بعد.‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق