عقد وزراء خارجية مصر والعراق والأردن، مساء الأربعاء، جلسة مباحثات موسعة في العاصمة العراقية بغداد، ضمن آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، وذلك على هامش الاجتماع التحضيري الوزاري للقمة العربية في دورتها العادية الرابعة والثلاثين المقرر انعقادها السبت المقبل. 
تناولت المباحثات الجوانب السياسية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، وتم الاتفاق على إعداد ورقة مشتركة تتضمن أبرز نقاط التوافق، بين الدول الثلاث تمهيدًا لعرضها خلال القمة الثلاثية المرتقبة.
وأكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب الاجتماع، رفض مصر القاطع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفض تهجير سكانه، مشددًا على أن استمرار منع دخول المساعدات إلى القطاع "أمر لا يمكن السكوت عنه".
وقال د بدر عبد العاطي: "نثمن كافة التحضيرات التي قامت بها الدولة العراقية لاحتضان القمة العربية في بغداد”، معتبرًا أن انعقاد القمة في بغداد يمثل “دليلًا واضحًا على استقرار العراق وأمنه".
وأضاف: “نواجه تحديات وجودية تمس الأمن القومي العربي، ولا يمكن تحقيق الاستقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية”.
وتابع: "اقتربنا من 70 يومًا دون إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة، وهذا أمر مخجل للمجتمع الدولي"، مؤكدًا التوافق الكامل بين الوزراء الثلاثة على رفض تهجير سكان قطاع غزة.
من جانبه، أوضح نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن اللقاء الثلاثي شهد توافقًا كبيرًا في الرؤى، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه تم أيضًا بحث قضايا الطاقة والنفط، والاستعدادات الخاصة بالقمة الثلاثية المقبلة المصرية العراقية الأردنية .
بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن اجتماع بغداد تناول آليات تفعيل التعاون بين الدول الثلاث، لافتًا إلى أن "هدفنا المشترك هو المساهمة في حل أزمات المنطقة، ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية".
وأضاف الصفدي: "نحن متفقون على رفض العدوان الإسرائيلي علي غزة، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتحرك الفوري لإنقاذ القطاع"، مشددًا كذلك على “ضرورة وقف العدوان على سوريا، ودعم جهود إعادة إعمارها، باعتبار أن أمن سوريا يشكل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة".
كما تطرقت المباحثات إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة، وبحث سبل تذليل العقبات التي تعترض التعاون الثلاثي، إلى جانب التأكيد على أهمية تحديد مواعيد واضحة لاجتماعات الجهات المعنية في الدول الثلاث، بهدف تطوير آلية التعاون بشكل عملي وفعّال يخدم المصالح المشتركة.