ميرتس في المستشارية... هل تعود ألمانيا لقيادة السياسة الدولية؟ - شوف 360 الإخباري

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ميرتس في المستشارية... هل تعود ألمانيا لقيادة السياسة الدولية؟ - شوف 360 الإخباري, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 08:10 صباحاً

"يجب على ألمانيا أن تتحول من قوة متوسطة نائمة إلى قوة متوسطة رائدة مرة أخرى"، هذا التصريح أدلى به مرشح حزب المستشارة السابقة أنغيلا ميركل "المسيحي الديموقراطي" القيادي فريدريش ميرتس، في مقابلة صحافية، قبل أن يتعثر انتخابه الأسبوع الماضي في البوندستاغ من الجولة الأولى مستشاراً لألمانيا، في رسالة حملت مؤشرات سلبية قد تفرمل اندفاعته السياسية داخلياً وخارجياً. فهل ستستنهض ألمانيا نفسها لتلحق بركب المتغيرات على الساحة الدولية وتعود لتفرض نفسها قوة محورية، تخوض غمار المبادرات بسياسة منفتحة تُعيد لها بريقها كدولة تلعب أدواراً استراتيجية في ظل حال الغليان التي يعيشها العالم؟

الوسيط النزيه غير المتردد
أمام هذا الواقع، اعتبر محللون أن ألمانيا كقوة سياسية ضمن مجموعة 5+1، وكقاطرة اقتصادية لأوروبا، وبما تتحمله من مسؤولية في الحفاظ على تماسك الاتحاد الأوروبي، تفرض على المستشار ميرتس الحفاظ أولاً على الاستقرار الحكومي الداخلي، لكي يتفرغ بالتوازي للعمل على تثبيت الحيثية السياسية لبرلين مجدداً في المحافل الدولية، واستعادة دور الوسيط النزيه غير المتردد في إرساء تفاهمات عملية، والتخلي عن الوهم السائد عن السلام الذي يقوم على الاكتفاء بلعب دور الوسيط بين الكتل القوية. كما أن ألمانيا، كشريك موثوق على الساحة الأوروبية، مطالبة بتعزيز الصداقات مع دول ذات أهمية اقتصادية في المحيط الأوروبي، مثل الدنمارك ورومانيا واليونان والتشيك.
من جهة أخرى، ينبغي عدم اللعب على عامل الوقت لكسب المزيد من الدعم، كما فعل المستشار السابق أولاف شولتس في ما يخص تزويد أوكرانيا بالدبابات ورفض تسليم صواريخ "تاوروس". هذا يوجب على ألمانيا استخدام رأسمالها السياسي في نظام متعدد الأقطاب يزداد فوضوية، لتحقيق الاستقرار في علاقاتها التجارية الخارجية، بعدما تعرضت لمنافسة غير عادلة من دول مثل الصين أثرت سلباً على الصناعات والشركات الألمانية، إذ يُفترض تقديم الدعم لرفع الإنتاجية وفق أولويات جديدة وبالاعتماد على التكنولوجيا الألمانية.

وفي هذا السياق، تفيد المعلومات بأن ميرتس، وخلال زيارته الأخيرة إلى بروكسل، سمع من المسؤولين الأوروبيين الكبار، مثل رئيسة المفوضية ورئيس المجلس الأوروبي ورئيسة البرلمان الأوروبي، تأكيداً على أهمية أن تغيّر ألمانيا سياستها، بعدما تعرض شولتس لانتقادات متكررة بسبب بطئه في اتخاذ المواقف، لا سيما في ملفات كبرى كإصلاح نظام اللجوء الأوروبي أو قانون سلسلة التوريد في الاتحاد. وقد وعد ميرتس بجعل ألمانيا مجدداً قوة دافعة لأوروبا.

kaidi

 

ألمانيا مطالبة بتعزيز الصداقات مع دول ذات أهمية اقتصادية. (ا ف ب)

ألمانيا مطالبة بتعزيز الصداقات مع دول ذات أهمية اقتصادية. (ا ف ب)

توحيد الرؤى
وعن الأسس التي قد تساهم في تحقيق هذا الطموح، يرى الباحث السياسي توماس ستيلر، في حديث مع "النهار"، أن ثمة عاملاً أساسياً يجب التوقف عنده، وهو أن المستشارية ووزارتي الخارجية والاقتصاد والمناخ أصبحت الآن بين يدي حزب ميرتس، ما يُسهل الانسجام والتنسيق الكامل، ناهيك عن استعانته بأشخاص من ذوي الخبرة والعلاقات الواسعة على المستوى الأوروبي، في مقدمتهم السفير السابق للاتحاد الأوروبي مايكل كلاوس في المستشارية، ما سيساعد في ترتيب علاقات سوية وأكثر فعالية من أي وقت مضى بين برلين وبروكسل.
من جهة أخرى، لم يُنكر ستيلر أهمية الزيارة التي قام بها ميرتس إلى فرنسا، الشريك الأساسي لألمانيا في التكتل الأوروبي، والاتفاق على توحيد الرؤى في القضايا الدولية والعمل معاً بشكل أوثق لتعزيز السياسة الدفاعية، رغم استمرار بعض الخلافات بين البلدين في ما يتصل باتفاقية التجارة الحرة مع دول "ميركوسور"، والديون المشتركة المحتملة للاتحاد الأوروبي، والطاقة النووية. كما رحب شركاء أوروبيون بقيام برلين بتخفيف القيود المالية على الإنفاق الدفاعي.

تخفيف التوترات مع ترامب
في ما يتعلّق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، يبدو أن ميرتس يعتزم، بعد اتصال هاتفي إيجابي استمر نحو 30 دقيقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تخفيف حدة التوترات على ضفتي الأطلسي بشأن النزاع الجمركي، واستعادة التعاون الوثيق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا السياق، رأى مدير برنامج أبحاث السلام والأمن في المعهد الألماني للدراسات العالمية والإقليمية، في تصريح لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ"، أن توقيع ميرتس على مرسوم إنشاء مجلس للأمن القومي يُعنى باستشراف الأزمات وتطوير الاستراتيجيات، وتعيين الخبير في السياسة الخارجية شتيفان كورنيليوس متحدثاً باسم الحكومة، ووجود زميله يوهان فادفول في وزارة الخارجية، من شأنه أن يُكرس نظرة خارجية موحدة وشاملة، بالتنسيق مع أكثر من 220 بعثة ديبلوماسية، في ظل تعقيدات السياسة العالمية.
ولِمَ لا؟ فربما تسهم هذه التشكيلة في الاهتمام بأزمات كبرى خارج أوروبا، مثل تلك في إيران وفلسطين وسوريا والكونغو وأفغانستان، والسعي لعقد تحالفات واتفاقيات تجارية مع دول الجنوب العالمي، والتعاون من أجل إصلاحات في الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وعن الدور الذي يمكن أن يؤديه المخضرم فادفول على رأس الديبلوماسية الألمانية، يُجمع متابعون على أن المهام الملقاة على عاتقه جسيمة، لكن علاقته المتينة بميرتس ستُضفي زخماً على السياسة الخارجية لألمانيا. فادفول معروف بدعمه لأوكرانيا ومعارضته الشديدة لروسيا، كما يشتهر بحكمته التي تصب في خدمة الوفاق الأوروبي. وقد قال مؤخراً، في حديث لمجموعة "دويتشلاند فونك" الإعلامية، إن "ألمانيا لن تفرض سياسة هجرة مشددة على بولندا، وسيتم مناقشة الموضوع بروية بين وارسو وبرلين، مع اعتماد إجراءات مدروسة في القضايا الأساسية مع الأصدقاء والزملاء الأوروبيين".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق